كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

104 و كان مولده سنة سبع و سبعين و سبعمائة، و مات بالطّاعون، يوم السبت، رابع عشر شهر رجب، سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة، رحمه اللّه تعالى.
***

386 - أحمد بن محمود الرّومىّ *

مفتى الدّيار الرّوميّة، الشهير بقاضى زاده.
الإمام الفاضل، و البارع الكامل، الذى طنّت حصاته فى الآفاق، و ارتفع قدره و تفرّد فى عصره بالاتّفاق، و نال الجاه العريض، و الحرمة الوافرة، و كانت كلمته مسموعة عند السّلطان، نافذة حتى على الوزراء و الأعيان.
أخذ العلم عن فضلاء الدّيار الرومية، و اشتغل، و دأب، و حصّل، و لزم المولى العلاّمة سعدى چلبى، و المولى عبد القادر الحميدىّ، مفتى الدّيار الرّوميّة المشهور بقادرى أفندى، و استفاد منه، و تخرّج عليه، إلى أن صار من أهل الفضل و الكمال.
و ولى مدارس متعدّدة؛ منها إحدى الثّمان، و إحدى المدارس السّليمانيّة، ثم ولى قضاء حلب، فأقام بها مدّة، ثم عزل، و لزم منزله، و اشتغل بالتّحرير و التّحبير، و التّأليف و التّصنيف.
ثم ولى قضاء قسطنطينيّة، ثم قضاء العسكر، بولاية روملى، و لم يزل فيه مدّته فعزل 1، و لزم بيته.
و حصل بينه و بين المرحوم محمد باشا الوزير الأعظم 2 فى زمن دولة السلطان سليم بن السلطان سليمان تنافر، أدّى إلى ارتحاله من إصطنبول إلى مدينة أدرنة، و الإقامة بها اختيارا منه، لا مأمورا بالخروج، و صار فيها مدرّسا بدار الحديث، بمائتى عثمانىّ.
ثم قدم إلى إصطنبول، فى دولة السلطان مراد خان بن السلطان سليم، أدام اللّه أيّامه،

*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 2/ 620، 721، شذرات الذهب 8/ 414، 415، العقد المنظوم 2/ 544 - 548، كشف الظنون 1/ 348، 498، 2/ 1766، 2022، 2030، 2034.
1) فى ط: «يعزل»، و فى ن: «ثم عزل»، و المثبت فى: س.
2) بعد هذا فى س زيادة: «محمدى اعنا»، و لعلها: «محمدى أغا»، و المثبت فى: ط، ن.

الصفحة 104