كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

105 و ولى قضاء العسكر بولاية روملى، و أقبل عليه السلطان غاية الإقبال، و حصل له من التّمكّن فى الدولة ما ذكرناه سابقا، إلى أن توفّى مفتى الدّيار الرّوميّة، حامد أفندى، ففوّض إليه منصب الإفتاء مكانه، و لم يزل مفتيا مشارا إليه، يشاور فى الأمور، و يطيع كلامه الجمهور، إلى أن توفّى، سنة ثمان و ثمانين و تسعمائة، و دفن بالقرب من جامع السلطان محمد الكبير، فى تربة أعدّها له قبل وفاته، رحمه اللّه تعالى.
و له تآليف، منها: «شرح على أواخر الهداية» ابتدأ فيه/من كتاب الوكالة، من المحلّ الذى وصل إليه ابن الهمام، و كأنّه جعله كالتّكملة «لشرح ابن الهمام»، و هو مع كونه كثير الفوائد، غزير الفرائد، بينه و بين «شرح ابن الهمام» بون بعيد، و فرق أكيد، و له «حاشية» على «شرح المفتاح» للسيّد الشريف، و كتاب «محاكمات بين صدر الشريعة، و ابن كمال باشا»، و له غير ذلك رسائل كثيرة، فى فنون عديدة.
و كان مع العلاّمة مفتى الدّيار الرّوميّة محمد بن الشيخ بن إلياس، حين كانا قاضيين بالعسكر المنصور، سببا 1 فى تقديم قضاة العسكر على أمراء الأمراء فى الجلوس عليهم، و حصل بذلك لأهل العلم شرف زائد، و تضاعف الدّعاء منهم بسبب ذلك لحضرة السلطان مراد، وعدّ ذلك من محاسن أيّامه، أدامها الله تعالى، و متّع المسلمين بطول بقائها.
و بالجملة، فقد كان صاحب التّرجمة من مفاخر الدّيار الرّوميّة، و لو لا ما كان فيه من الحدّة، و سرعة الغضب، لاتّفق الناس على أنه مفرد عصره فى جميع المحاسن، تغمّده اللّه برحمته.
***

387 - أحمد بن مسعود بن أحمد الصّاعدىّ، الإمام، العلاّمة الملقّب صدر الدين *

روى عن الإمام شمس الأئمّة الكردرىّ، تفقّه عليه، و انتفع به.
و يقال: إنه من نسل أبى حفص الكبير، و كان يدرّس بمدرسة أبى حفص، ببخارى.

1) فى ط: «سميا»، و فى ن: «وسيما»، و الصواب فى: س.
*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 254.

الصفحة 105