كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
114 فعرض الوزير على السلطان جوابه، غير أنه لم يذكر له السّلطنة، حياء منه، فأعجبه ذلك، و زاد فيه رغبة و محبّة، و فوّض إليه التدريس المذكور، و أمره أن يستنيب عنه إلى حين عوده، فقبل ذلك حينئذ.
و لمّا عاد من الحجّ ما لبث إلاّ يسيرا، و لحق باللّطيف الخبير، و كان سنّه إذ ذلك ثلاثا و ثلاثين سنة 1.
و كان، رحمه الله تعالى، مع صغر سنّة، من العلماء العاملين، لا يفتر عن الاشتغال بالعلم، و العبادة، و لا يأكل إلاّ مرّة واحدة فى اليوم و اليلة، كثير التّفكّر، طويل الصّمت.
و له مؤلّفات؛ منها: «حواش على شرح العقائد النّسفيّة» مختصرة، يمتحن بها أذكياء الطلبة، و «حواش على أوائل حاشية شرح التّجريد»، و «شرح نظم العقائد» للمولى خضر بيك.
و كتب بخطّه الكثير، من ذلك: «تفسير القاضى»، و «التّلويح»، و غيرهما، و على هوامش كلّ من الكتابين المذكورين بخطّه مباحث لطيفة مفيدة.
و بالجملة، فقد كان من فضلاء الدّولة العثمانيّة.
***
400 - أحمد بن ناجم *
روى عن نصير 2 بن يحيى، عن الحسن بن مسهر، عن محمد بن الحسن، أنه قال:
جواز إجارة الظّئر دليل على فساد بيع لبنها؛ لأنّه لمّا جازت الإجارة ثبت أنّ سبيله سبيل
1) لم يذكر المصنف سنة وفاته، و يذكر الأستاذ كحالة فى معجم المؤلفين 2/ 187 أن وفاته كانت فى حدود سنة ست و ثمانين و ثمانمائة، و فى الشذرات، و الفوائد، أنه توفى سنة سبعين و ثمانمائة.
*) ترجمته فى: الجواهر المضية، برقم 266، كما هنا، غير أن عبد القادر أسند ذلك عن «شرح الجامع الصغير» لأبى الليث، و سماه: «أحمد بن ناجم» قال: «قال أبو الليث، فى شرح الجامع الصغير: سمعت الفقيه أبا جعفر يقول: سمعت الفقيه أبا القاسم أحمد بن ناجم، قال: لى نصر بن يحيى. . .». و فى س: «ناخم» مكان: «ناجم»، و فى: ط، ن: «ناحم»، و الصحيح فى الجواهر المضية، و أعاده المصنف على الصحة فى الأبناء.
2) فى نسخة من الجواهر المضية: «نصر»، و قد ترجمه المصنف فيما بعد فيمن اسمه نصير بالتصغير، قال: و يقال له: نصر.