كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
124 و مات بحلب، سنة خمس و ستين و سبعمائة 1، و له خمس/و ستون سنة.
و ذكره صاحب «درّة الأسلاك»، و قال فى حقّه: عالم تاجه على الذّرى، و قلمه حسن السّير و السّرى، و أمانته نامية الزّرع، و عدالته ثابتة الأصل و الفرع.
كان كاتبا مجيدا، فاضلا فريدا، بارعا فى صناعة الشّروط، غيثا للإجابة عنها عند القنوط، عارفا بعلل المكاتيب الحكميّة، خبيرا بسلوك طرائقها العمليّة و العلميّة.
ورد إلى حلب، صحبة قاضى القضاة كمال الدين ابن الزّملكانىّ، و بلغ فى أرجائها فوق ما كان يرجوه من الأمانى، و كتب الحكم فى مجالسها، و الإنشاء فى ديوانها، و استمرّ إلى أن أنشبت المنيّة به أظفار عقبانها.
رافقته فى كتابة جماعة من قضاة حلب، و سمعت من فوائده، و كتبت إليه حين ولى كتابة الدّرج بها:
أياما جدا فى الناس نسخة فضله
مقابلة قد أصبحت منه بالأصل 2
لقد سرّسرّ الدّرج لمّا حللته
و لم لا و من مرآك قد فاز بالوصل 3
***
419 - أحمد بن يحيى بن أبى بكر بن عبد الواحد، الإمام الأديب، أبو العباس، شهاب الدين الشهير بابن أبى حجلة *
ذكره ابن حجر، فى «إنباء الغمر»، فقال: ولد بزاوية جدّه بتلمسان، سنة خمس و عشرين و سبعمائة، و اشتغل.
ثم قدم إلى الحجّ فلم يرجع، و مهر فى الأدب، و نظم الكثير، و نثر فأجاد، و ترسّل ففاق، و عمل «المقامات»، و غيرها.
1) انظر الدرر الكامنة 1/ 356، و حاشيته.
2) فى ط: «بالفضائل»، و هو خطأ، و فى: س: «بالفضل» و المثبت فى: ن.
3) فى ط، ن: «و لم لا و من مرماك»، و المثبت فى: س.
*) ترجمته فى: إنباء الغمر 1/ 108 - 110، إيضاح المكنون 1/ 136، حسن المحاضرة 1/ 571، 572، الدرر الكامنة 1/ 350 - 352، شذرات الذهب 6/ 240، 241، كشف الظنون 1/ 46، مفتاح السعادة 1/ 229، 230.