كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

125 و كان حنفىّ المذهب، حنبلىّ المعتقد، و كان كثير الحطّ على الاتّحاديّة، و صنّف «كتابا» عارض قصائد ابن الفارض بقصائد 1 كلها نبويّة، و كان يحطّ عليه، لكونه لم يمدح النبىّ صلّى اللّه عليه و سلم، و يحطّ على نحلته و يرميه، و من يقول بمقالته، بالعظائم، و قد امتحن بسبب ذلك على يد السّراج الهندىّ.
قال، أعنى ابن حجر: قرأت بخطّ ابن القطّان، و أجازنيه: كان ابن أبى حجلة يبالغ فى الحطّ على ابن الفارض، حتى إنه أمر عند موته، فيما أخبرنى به صاحبه أبو زيد المغربىّ، أن يوضع الكتاب الذى عارض به ابن الفارض، و حطّ عليه فيه، فى نعشه، و يدفن معه فى قبره، ففعل به ذلك.
و قال: و كان يقول للشافعيّة: إنه شافعىّ. و للحنفيّة: إنه حنفىّ. و للمحدّثين: إنه على طريقتهم.
قال: و كان بارعا فى الشعر، مع أنه لا يحسن العروض، و عارض «المقامات» فأنكروا عليه.
و كان كثير العشرة للظّلمة، و مدمنى الخمر.
قال: و كان جدّه من الصالحين، فأخبرنى الشيخ شمس الدين بن مرزوق، أنه سمىّ بأبى حجلة، لأن حجلة أتت إليه، و باضت على كمّه.
و ولى مشيخة الصّهريج الذى بناه منجك.
و كان كثير النّوادر، و النّكت، و مكارم الأخلاق.
و من نوادره، أنه لقّب ولده جناح الدين.
و جمع مجاميع حسنة؛ منها «ديوان الصّبابة»، و «منطق الطير»، و «السّجع الجليل، فيما جرى من النيل»، و «السكردان»، و «الأدب الغضّ»، و «أطيب الطّيب»، و «مواصيل المقاطيع»، و «النعمة الشاملة، فى العشرة الكاملة»، و «حاطب ليل» عمله:

1) زيادة من الدرر الكامنة، و لم ترد الكلمة التالية فيها.

الصفحة 125