كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
141
فصل من اسمه أحمد شاذ، و إدريس، و أده بالى، و أرغون
441 - أحمد شاذ *
كذا رأيته فى غالب الكتب و الأشعار التى له فيها ذكر، و بعضهم كتبه أحمشاذ، فوصل بين الميم و الشين، و أسقط الدال، و أتى به فى الشعر كذلك، بحيث لو أتى بالدّال لذهب الوزن فيه، و لعل إسقاط الدال لضرورة الشعر، و اللّه تعالى أعلم.
و هو ابن عبد السلام بن محمود، أبو المكارم الغزنوىّ، الفقيه، الواعظ.
ذكره العماد الكاتب، فى «الخريدة» 1، و أطال ترجمته، و ساق كثيرا من أشعاره، فقال: كان من فحول العلماء، و قروم الفضلاء، بحرا متموّجا، و فجرا متبلّجا، و هماما فاتكا، و حساما باتكا، إذا جادل جدّل الأقران، و إذا ناظر بذّ النّظراء و الأعيان.
شاهدته بأصبهان فى سنى ثلاث، أو أربع، أو خمس و أربعين و خمسمائة، و جاورته فوجدته بحسن المنظر و المخبر، ذا رواء و رويّة، و لمعان و ألمعيّة، فصيح العبارة، صبيح الشّارة، متبحّرا فى العلوم، مالكا عنان التّصرّف فى إنشاء المنثور و المنظوم.
و كان عارفا بتفسير كتاب اللّه تعالى، و مدّة مقامه بأصبهان يعقد مجلس الوعظ بالجامع كلّ يوم أربعاء، و يتكلّم على التوحيد، باللّفظ السّديد، و ملك من قبول القلوب، ما أدرك به كلّ مطلوب، و سمح بإفادة نسبه 2، و إشاعة أدبه؛ لإشادة حسبه.
أذكر، و قد اقترح على فضلاء أصبهان، أن ينظم كلّ واحد منهم قصيدة على روىّ الذّال المعجمة، فكنت ممّن نظم، و رأيت عنده مجلّدين من القصائد الذّاليّة فيه على روىّ اسمه شاذ.
و له خاطر سمح باللفظ المبتكر، و المعنى المحرّر.
*) ترجمته فى: «الجواهر المضية»، برقم 288، و هو فيه: «أخمشاد» و انظر حاشيته، و الوافى بالوفيات 8/ 308. و فى الأصول: «أحمد شاد» بالدال المهملة فى جميع الترجمة، و لكن قصة العماد معه فى نظم القصائد على الذال المعجمة رجحت عندى أن «شاذ» بالذال المعجمة، فغيرته فى الترجمة كلها.
1) فى قسم العجم، و هو القسم الثانى الذى لم ينشر بعد.
2) فى ن: «نشبه»، و المثبت فى: ط.