كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

146 و كان أرباب الدولة يراجعونه فى الأمور الشّرعيّة و العرفيّة، و كان عاملا، عابدا، زاهدا، مقبول الدعاء، مسموع الكلام.
و قد بنى زاوية ينزل بها المسافرون، و كان السلطان عثمان يجاء إليه فى الزاوية المذكورة بعض الأوقات، و يبيت معه بها، و يقال: إنه بات بها ليلة، فرأى فى المنام أن قمرا خرج من حضن الشيخ، و دخل فى حضنه، ثم نبت من سرّته عند ذلك شجرة عظيمة، سدّت أغصانها الآفاق، و تحتها جبال كثيرة، تتفجّر الأنهار منها، و الناس ينتفعون بها، و يسقون دوابّهم و بساتينهم، فقصّ هذه الرّؤيا على الشيخ، فقال: لك البشرى، نلت مرتبة السّلطنة أنت و أولادك، و ينتفع بكم الناس.
و كان للشيخ بنت فزوّجها للسلطان عثمان، رجاء فى أن يكون هذا النّسل من ذرّيته، و قد حقّق اللّه رجاءه.
و كانت وفاته سنة ست و عشرين و سبعمائة، عن مائة و عشرين سنة، و كانت وفاة 1 بنته زوج السلطان بعده بشهر، ثم بعد مضىّ ثلاثة أشهر من وفاتها مات السلطان عثمان، رحمهم اللّه تعالى.
***

446 - أرغون الدّاوادار النّاصرىّ *

نائب حلب، وليها من قبل النّاصر محمد بن قلاوون، فى سنة سبع و عشرين و سبعمائة، و حكم بها أربع سنين، و باشر نيابة السّلطنة بالدّيار المصريّة، ستّ عشرة سنة.
قال أبو الفضل محبّ الدين ابن الشّحنة: كان أميرا كبيرا، معظّما مبجّلا، محترما فى الدولة، ذا وقار و مهابة، و رأى و تدبير، و يحكم بالشرع الشريف.
قرأ، و حصّل.
و قال أبوه 2: فى تاريخه المسمّى ب‍ «روض المناظر، فى علم الأوائل و الأواخر» فى

1) ساقط من: ط، و هو فى: ن، و فى س: «و ماتت بنته».
*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 374، روض المناظر على هامش الكامل 12/ 169، 170، النجوم الزاهرة 9/ 288، 289.
2) فى الأصول: «ابنه»، و هو خطأ، فإن صاحب روض المناظر هو أبو الوليد محب الدين محمد بن محمد بن الشحنة، أبو السابق أبى الفضل محب الدين محمد بن محمد بن محمد، ابن الشحنة.

الصفحة 146