كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

147 ترجمة أرغون المذكور: و كان فقيها حنفيّا، ورعا، أذن له بالإفتاء على مذهبه، و سمع «صحيح البخارىّ»، على الشيخ أبى العباس أحمد بن الشّحنة الحجّار، و وزيرة 1 بنت عمر بن أسعد بن المنجّا، بمصر، فى سنة خمس عشرة و سبعمائة، بقراءة الشيخ أبى حيّان، قال:
و كتب منه مجلّدا بخطّه.
و قال ابن خطيب النّاصريّة: و كتب «صحيح البخارىّ» بخطّه، و سمعه على أبى العباس الحجّار. انتهى.
و قال صاحب: «درّة الأسلاك»، فى حقّه: أمير مناضل، و فقيه فاضل، و نائب كم رفع من نوائب، و مقدّم قدمه راسخ و سهمه صائب.
كان مبجّلا، معظّما، معزّزا، مكرّما، محترما فى الدولة، معدودا من أرباب الصّون و الصّولة، ذا وقار و مهابة، و أوامر مقرونه بالإجابة، و رأى و تدبير، و تدقيق و تحرير.
يحكم بالشرع الشريف، و ينصر المظلوم و يعين الضّعيف، و يكثر من محبّة أهل العلم، و يجتمع بهم و يذاكرهم فى حالتى الحرب و السّلم.
قرأ و حصّل، و أجمل و فصّل، و جمع كتبا نفيسه، و اتّخذ كلاّ منها أنيسه و جليسه.
و كتب/ «صحيح البخارىّ» بخطّه المأهول بالضّبط و التّبيان، و سمعه على أبى العباس أحمد الحجّار بقراءة الأستاذ أثير الدّين أبى حيّان.
و باشر نيابة السّلطنة بالدّيار المصريّة، ستّ عشرة سنة، و استمرّ بحلب أربع سنين، ثم لحق بجوار من تكلّ عن وصفه الألسنة، رحمه اللّه تعالى.
و ذكره ابن حجر، في أنباء المائة الثامنة، و قال فى حقّه: اشتغل على مذهب الحنفيّة، و مهر فيه إلى أن صار يعدّ فى أهل الإفتاء.
و كانت له عناية بالكتب عظيمة، جمع منها جمعا ما جمعه أحد من أبناء جنسه، و كان الناس قد علموا رغبته فى الكتب، فهرعوا إليه بها.

1) و يقال لها: ست الوزراء. انظر الدرر الكامنة 2/ 223، 5/ 181.

الصفحة 147