كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
155 و قال أبو طالب: كنت مع أبى ببغداد، و أنا جالس على باب داره، فخرج من عنده جماعة من أصحاب الحديث، و هم يقولون: قد حدّث بالحديث الفلانىّ، عن سفيان بن عيينة، فأخطأ فيه، قال: كذا، و إنما هو كذا-لم يقم أبو طالب على ذكر الحديث.
قال أبو طالب: فدخلت على أبى، فأعلمته ما قالوا، فقال: يا غلام ارددهم. فردّهم، فقال لهم: حدّثنى سفيان بن عيينة بهذا الحديث، كما حدّثتكم به، و حدّثنى به سفيان بن عيينة مرة أخرى بكيت و كيت، فذكر الوجه الذى قالوه، ثم قال: و أنا فيما حدّثتكم به أثبت من يدى على زندى.
و كانت ولادته بالأنبار، سنة أربع و ستين و مائة.
و مات بها، فى سنة اثنتين و خمسين و مائتين، رحمه اللّه تعالى.
و قد ذكر ابن السّبكىّ، إسحاق هذا فى «طبقات الشافعية» 1، و ذكر أنه روى عن الشّافعىّ، و كأنه إنما ذكره لروايته هذه فقط، لا لكونه شافعيّا، فإن إسحاق هذا، و جميع أهل بيته، كانوا حنفيّة بلا تردّد، و اللّه تعالى أعلم.
***
455 - إسحاق بن عبد اللّه بن إسحاق أبو يعقوب، النّصرىّ *
شيخ أصحاب أبى حنيفة، و عالمهم، و فقيههم، بجرجان.
روى عن أبى علىّ الصّوّاف، و دعلج، و محمد بن إبراهيم الشافعىّ، و نعيم بن عبد الملك، و محمد بن الحسين بن ماهيان 2.
و روى عنه ولده الرّضىّ بن إسحاق النّصرىّ 3.
1) ذكره ابن السبكى فى طبقات الشافعية الوسطى، و انظر حاشية طبقات الشافعية الكبرى 2/ 93. كما ذكره ابن أبى يعلى، فى طبقات الحنابلة 1/ 111.
*) ترجمته فى: تاريخ جرجان 124، الجواهر المضية، برقم 297. و فى الأصول: «عبيد اللّه. . . البصرى»، و هو خطأ، صوابه فى تاريخ جرجان، فى ترجمة والده صفحة 225، و جاء «النصرى» على الصواب فى الأنساب، آخر الكتاب.
2) فى تاريخ جرجان: «ماهيار».
3) فى الأصول: «البصرى»، و قد تقدم الكلام على ذلك.