كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

163 و فى «الجواهر المضية»، أن الطّحاوىّ، قال: كتب إلىّ ابن أبى ثور، يحدثنى عن سليمان بن عمران، حدثنى أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبى حنيفة الذين دوّنوا الكتب أربعين رجلا، فكان فى العشرة المتقدّمين: أبو يوسف، و زفر، و داود الطّائىّ، و أسد بن عمرو، و يوسف بن خالد السّمتىّ 1، و يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، و هو الذى كان يكتبها لهم ثلاثين سنة.
و ولى أسد القضاء بواسط، فيما ذكره الخطيب، و ولى قضاء بغداد بعد أبى يوسف للرشيد، و حجّ معه معادلا له.
قال الطّحاوىّ: سمعت بكّار بن قتيبة، يقول: سمعت هلال بن يحيى الرّأى 2، يقول:
كنت أطوف بالبيت، فرأيت هارون الرشيد يطوف مع الناس، ثم قصد إلى الكعبة، فدخل معه بنو عمه.
قال: فرأيتهم جميعا قياما و هو قاعد، و شيخ قاعد معه أمامه، فقلت لبعض من كان معى:
من هذا الشيخ؟.
فقال لى: هذا أسد بن عمرو قاضيه.
فعلمت أن لا مرتبة بعد الخلافة أجلّ من القضاء.
و اختلف فى وفاته، فقيل: سنة ثمان و ثمانين و مائة، و قيل: سنة تسعين و مائة، و اللّه تعالى أعلم.
***

1) نسبة إلى السمت و الهيئة. اللباب 1/ 560.
2) فى النسخ: «الرازى»، و الصواب ما أثبته. و قد نبه على هذا الخطأ صاحب «الجواهر» فى ترجمة هلال بن يحيى الرأى.

الصفحة 163