كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

175 و له واقعة مشهورة مع الملك المعظم حين بعث إليه أن يفتى بإباحة الأنبذة، و ما يعمل من ماء الرّمّان، و نحوه، فقال شرف الدين: ما أفتح هذا الباب، و إباحتها إنما هى رواية النّوادر، و قد صحّ عن أبى حنيفة أنه ما شربه قطّ، و الحديث عن عمر فى إباحة شربه لا يثبت.
فغضب المعظّم، و كان بيده مدرسة طرخان، و كان ساكنا بها، فأخذها منه، و أعطاها للزّين محمد بن العتّال تلميذ شرف الدين، فلم يتأثّر، و أقام فى بيته، يتردّد إليه الناس.
و مات بدمشق، سنة سبع و ثلاثين و ستمائة، رحمه اللّه تعالى.
***

479 - إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن على بن موسى الكنانىّ البلبيسىّ، نزيل القاهرة، القاضى مجد الدين، أبو محمد *

ولد سنة ثمان و عشرين و سبعمائة.
و تفقّه، و مهر، و طلب الحديث بنفسه، فسمع من أولاد الفيّومىّ الثلاثة: إبراهيم، و محمد، و فاطمة، و غيرهم، و رافق الشيخ جمال الدين الزّيلعىّ فى الطّلب، و كان متثبّتا لا يحدّث إلاّ من أصله.
و أخذ فنّ الحديث عن الحافظ مغلطاى، و عن القاضى علاء الدين 1 التّركمانىّ.
و تفقّه بفخر الدين الزّيلعىّ، و غيره، و مهر فى الشّروط، و صنّف فى الفرائض، و الحساب، و ناب فى الحكم.
و كان ديّنا، فاضلا، أديبا، عفيفا، حسن المفاكهة، جيّد المحاضرة.
شرح «التّلقين» لأبى البقاء، فى النحو، و صنّف فى الشّروط، و كان القاضى تاج الدين ابن الظّريف، مع مهارته فى الفرائض و الحساب، يثنى على تصنيفه فيهما، و اختصر

*) ترجمته فى: إيضاح المكنون 1/ 77، حسن المحاضرة 1/ 472، 2/ 185، الخطط التوفيقية 9/ 75، رفع الإصر 1/ 116، 120، الضوء اللامع 2/ 286 - 289، كشف الظنون 1/ 134.
1) فى س: «كمال الدين»، و المثبت فى: ط، ن، و لم يرد فى الضوء ذكر لعلاء الدين أو كمال الدين، و جاء فى رفع الإصر «علاء الدين» و هو على بن عثمان بن إبراهيم الحنفى.

الصفحة 175