كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
185 بعد يحيى بن أكثم، و الرّقّة، و كان بصيرا بالقضاء، محمودا فيه، عارفا بالأحكام، و الوقائع، و النّوازل، و الحوادث، صالحا، ديّنا.
قال محمد بن عبد اللّه الأنصارىّ: ما ولى القضاء من لدن عمر بن الخطاب إلى اليوم، أعلم من إسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة.
فقيل له: يا أبا عبد اللّه، و لا الحسن بن أبى الحسن؟ 1.
قال: و اللّه، و لا الحسن.
و عن أبى العيناء، قال: لمّا ولى إسماعيل البصرة، دسّ إليه الأنصارىّ إنسانا يسأله عن مسألة، فقال: أبقى الله القاضى، رجل قال لامرأته. فقطع عليه إسماعيل، و قال: قل للذى دسّك، إن القضاة لا تفتى.
و روى عن إسماعيل أنه قال: ما ورد علىّ مثل امرأة تقدّمت إلىّ، فقالت: أيها القاضى، إن عمّى زوّجنى من هذا، و لم أعلم، فلما علمت رددت.
قال: فقلت لها: و متى رددت؟
قالت: وقت علمت.
قلت: و متى علمت؟
قالت: وقت رددت.
قال: فما رأيت مثلها.
و فى رواية، أن المرأة المذكورة كانت من نسل أبى حنيفة، و أنه لمّا عرفها قال: هذا الفرع من ذلك الأصل.
و عن شمس الأئمّة الحلوانىّ، أن إسماعيل كا يختلف إلى أبى يوسف، يتفقّه عليه، ثم صار بحال يزاحمه.
و مات شابّا، و لو عاش حتى صار شيخا، لكان له نبأ عند الناس.
و روى أنه لمّا عزل عن البصرة، شيّعه أهلها، و قالوا: جزاك الله خيرا، عففت عن أموالنا، و عن دمائنا.