كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
209 روى عنه عبد اللّه بن وهب، و سعيد بن أبى مريم، و أبو صالح الحرّانىّ 1، و غيرهم.
قال أبو عمر الكندىّ: كانت ولايته-يعنى قضاء مصر-بعناية يعقوب بن داود وزير المهدىّ، و هو أول كوفىّ ولى القضاء بمصر على رأى أبى حنيفة، و ذلك بعد موت ابن لهيعة، سنة أربع و ستين.
و قال سعيد بن أبى مريم: أول من أدخل مذهب أبى حنيفة مصر إسماعيل بن اليسع، و كانوا لا يعرفونه، و كان من خير قضاتنا، إلاّ أنه كان مذهبه إبطال الأحباس، فثقل ذاك على أهل مصر، و أبغضوه.
و قال يحيى بن بكير: كان فقيها مأمونا، و كان يصلّى بنا الجمع و عليه كساء مربّع من صوف، و قطن، و قلنسوة من خزّ.
و قال خلف بن ربيعة، عن أبيه، و عن غير واحد: كان إسماعيل رجلا صالحا، و كان فى زمن ولايته القضاء أمير مصر إبراهيم بن صالح، و صاحب البريد سراج بن خالد، فأراداه على الحكم لهما بشاء فلم يطعهما، فاحتالا عليه، فاستدعاه غشامة بن عمرو، فأطعمه سمكا، ثم أدخله الحمّام، فمرض، فكتبا إلى الخليفة: إنّ إسماعيل حصل له فالج، فكتب:
يعود غوث بن سليمان إلى القضاء.
و عن أحمد بن سعيد بن أبى مريم، قال: سمعت عمّى يقول: قدم علينا إسماعيل بن اليسع الكوفىّ قاضيا، بعد ابن لهيعة، و كان من خير قضاتنا، غير أنه كان يذهب إلى قول أبى حنيفة، و لم يكن أهل مصر يعرفون مذهب أبى حنيفة.
و نقل ابن حجر، فى «رفع الإصر/عن قضاة مصر» عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء رجل إلى الليث بن سعد، فقال: ما تقول فى رجل قال لرجل يا مأبون، يا من ينكح فى دبره؟.
فقال له الليث: إيت إلى القاضى فاسأله.
فقال: صرت إليه، فسألته، فقال لى: يقول له مثل ما قال له.
فقال الليث: سبحان اللّه، و هل يقال هذا؟.
1) فى: ط، ن: «الجرانى». و فى الجواهر: «الجرجانى»، المثبت فى: س.