كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
223 و فضله، و تحقيقه، و براعته، و من كان هذا الوصف وصفه، و الفضائل فضائله، فبعيد أن يصدر منه ما لا يليق بمثله، و لا يحسن بعلمه و فضله، ممّا أضربنا عن ذكره، من التّعصّبات التى تؤدّى إلى وصف الإنسان بما لا ليس فيه، و الجواب فى الجميع سهل، و الأقران قلّما تخلو من مثل ذلك.
قال ابن حجر: و قرأت بخطّ القطب: فقيه، فاضل، صاحب فنون من العلم، و له معرفة بالأدب، و المعقول، درّس بمشهد أبى حنيفة ببغداد، و قدم دمشق فى رمضان، سنة إحدى و عشرين، ثم دخل العراق، سنة اثنتين 1.
و كانت وفاته بمصر، سنة ثمان و خمسين و سبعمائة.
قال ابن الشّحنة، فى أوائل «شرح الهداية» فى ترجمة الإتقانىّ: و قد أخبرنا شيخنا الحافظ أبو الوفاء أن الأمير صرغتمش النّاصرىّ، كان قصد أن يبنى مدرسة، و يقرّر فى تدريسها الشيخ علاء الدين الأقرب الحنفىّ، فقدّرت وفاته، [فكانت] 2 ولاية الشيخ قوام الدين بها على أكمل وجوه التّعظيم، حتى إنّه يوم ألقى الدّرس، حضر الأمير صرغتمش إلى منزل الشيخ بقناطر السّباع، و استدعاه للحضور، فلمّا ركب الشيخ أخذ الأمير صرغتمش بركابه، و استمرّ ماشيا فى ركابه إلى المدرسة، و معه جماعة من الأمراء مشاة، فقال له: يا أمير صرغتمش، لا تأخذ فى نفسك من مشيك آخذا بركابى، فقد أخذ بركابى سلطان من بنى سلجوق. و كان يوما مشهودا.
و ذكره الصّفدىّ فى «أعيان العصر، و أعوان النّصر»، قال: و نقلت من خطّه-يعنى صاحب الترجمة-ما صورته: تاريخ قدومنا دمشق فى الكرّة الثانية، فى العاشر من شهر رجب، سنة سبع و أربعين و سبعمائة، ثم لبثنا ثمّة إلى أن خرجنا منها، فى ثامن صفر، يوم السبت، من سنة إحدى و خمسين و سبعمائة.
قال العبد الفقير إلى اللّه تعالى أمير كاتب ابن أمير عمر، المدعوّ بقوام الفارابىّ الإتقانىّ:
كان تاريخ ولادتى بإتقان، ليلة السبت، التاسع عشر من شوال، سنة خمس و ثمانين و ستمائة، و فاراب: مدينة عظيمة من مدائن التّرك تسمّى بلسان العوامّ أوترار، و إتقان: اسم لقصبة من قصباتها.
1) إلى هنا انتهى قول القطب، كما فى الدرر.
2) ساقط من: ط، و هو فى: س، ن.