كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

224 ثم قال: هذا ما أنشأ فى دولة السلطان مالك رقاب الأمم، مولى ملوك العرب و العجم، قاهر الكفرة و المشركين، ناصر الإسلام و المسلمين، الملك النّاصر فلان، فى مدح المقرّ العالى، سيف الدين صرغتمش، رحمه اللّه تعالى.

أرأيتم من درأ النّوبا
و أتى قربا و نفى الرّيبا

فبدا علما و سما كرما
و نما قدما و لقد غلبا

و ساق القصيدة بتمامها، ثم قال: و أعطانى المقرّ العالى صرغتمش، أيّده الله تعالى، جائزة/هذه القصيدة، يوم أنشدتها، عشرة ألف 1، درهم، و ملأ يوم الدّرس بركة المدرسة بالسّكّر و ماء اللّيمون، فسقى بذلك الناس أجمعين، و خلع علىّ بعد الدّرس خلعتين، و خلع على ابنى همام الدين أيضا، ثم لمّا خرجت حملنى على بغلة شهباء، مع السّرج المفضّض و اللّجام، و كان اليوم يوما يؤرّخ، فيالها قصّة فى شرحها طول.
انتهى ما نقلته عن الصّفدىّ، مع حذف ما ليس فى ذكره كبير فائدة، و أمّا هو فقد نقله بحروفه.
قلت: أمّا علم الشيخ، و فضله، و إتقانه، فممّا لا يشكّ فيه، و أمّا إنشاؤه نثرا و نظما، فالذى يظهر من كلامه، و عقود نظامه، أنّ العربيّة و إن كان يعرف دقائقها، فليست له بسجيّة، تغمّده اللّه تعالى برحمته، و أباحه بحبوحة جنّته، آمين.
***

554 - أمير غالب بن أمير كاتب، ابن أمير عمر، ولد الذى قبله همام الدين، ابن الإمام العلاّمة قوام الدين، الإتقانىّ *

ذكره علاء الدين ابن خطيب النّاصريّة، فى «تاريخه»، و قال: ولى قضاء دمشق، و كان رئيسا، عالما، حسن الأخلاق و الشّكل، عادلا فى أحكامه، اعتمد على العلماء من نوّابه، و تخلّى عن الأشياء، و رفّة نفسه عن التّعب.
توفّى، رحمه اللّه تعالى، سنة أربع و ثمانين و سبعمائة، بدمشق، و قد قارب الخمسين سنة، رحمه اللّه تعالى.

1) كذا فى الأصول.
*) ترجمته فى: الدرر الكامنة 1/ 445، النجوم الزاهرة 11/ 294.

الصفحة 224