كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

231 قال: و هو عندى كإبرة الرّفّاء، طرفها دقيق، و مدخلها ضيّق، و هى سريعة الانكسار.
انتهى.
و عن إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن منيع: كان بشر المريسىّ، يقول يقول صنف من الزّنادقة، سمّاهم صنف كذا و كذا، الذين يقولون ليس بشاء 1.
و عن عبّاد بن العوّام 2: كلّمت بشرا المريسىّ، و أصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهى إلى أن يقولوا: ليس فى السماء شاء.
و عن يحيى ابن عاصم 3، قال: كنت عند أبى، فاستأذن عليه بشر المريسىّ، فقلت:
با أبت، يدخل عليك مثل هذا!!
فقال: يا بنىّ، و ماله؟
قال، قلت: إنه يقول: القرآن مخلوق، و إن الله معه فى الأرض، و إن الجنة و النار لم يخلقا، و إن منكرا و نكيرا باطل، و إن الصّراط باطل، و إن الشّفاعة 4 باطل، و إن الميزان باطل، مع كلام كثير.
قال، فقال: أدخله علىّ.
فأدخلته عليه.
قال: فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه، مرتين، أو ثلاثا.
فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر، من تعبد، و أين ربّك؟.
فقال: و ما ذاك يا أبا الحسن.
قال: أخبرت عنك أنك تقول: القرآن مخلوق، و إن الله معك فى الأرض. مع كلام 5.
-و لم أر شيئا أشدّ على أبى 6 من قوله: القرآن مخلوق، و إن الله معه فى الأرض-.

1) كذا فى الأصول.
2) تاريخ بغداد 7/ 58.
3) هو يحيى بن على بن عاصم، كما فى تاريخ بغداد 7/ 58.
4) فى تاريخ بغداد: «الساعة».
5) فى تاريخ بغداد بعد هذا زيادة: «كثير».
6) تكملة من تاريخ بغداد.

الصفحة 231