كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

232 فقال: يا أبا الحسن، لم أجاء لهذا، إنّما جئت فى كتاب خالد تقرأه علىّ.
قال: فقال له: لا، و لا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه، أين ربّك ويلك؟.
قال، فقال له: أو تعفينى؟.
قال: ما كنت لأعفيك.
قال: أمّا إذا أبيت، فإن ربّى نور فى نور.
قال: فجعل يزحف إليه، و يقول، ويلكم، اقتلوه، فإنه و اللّه زنديق، و قد كلّمت هذا الصّنف بخراسان.
/و عن الحسين بن على الكرابيسىّ 1، أنه قال: جاءت أمّ بشر المريسىّ إلى الشّافعىّ، فقالت: يا أبا عبد اللّه، أرى ابنى يهابك و يحبّك، و إذا ذكرت عنده أجلّك، فلو نهيته عن هذا الرّأى الذى هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، و يتكلّم فى شاء يواليه الناس عليه و يحبّونه.
فقال لها الشافعىّ: أفعل.
فشهدت الشافعىّ، و قد دخل عليه بشر، فقال له الشافعىّ: أخبرنى عمّا تدعو إليه، أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنّة قائمة، أم وجوب عن السّلف البحث فيه، و السؤال عنه؟.
فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، و لا فرض مفترض، و لا سنة قائمة، و لا وجوب عن السلف البحث فيه، إلاّ أنّه لا يسعنا خلافه.
فقال الشافعىّ: أقررت على نفسك بالخطأ، فأين أنت عن الكلام فى الفقه و الأخبار، يواليك الناس عليه، و تترك هذا؟.
قال: لنا نهمة 2 فيه.
فلما خرج بشر قال الشافعىّ: لا يفلح.

1) تاريخ بغداد 7/ 59.
2) النهمة: الشهوة و الحاجة.

الصفحة 232