كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

234 فقال المريسىّ: أدخلك الله أعلى علّيّين، مع محمد و إبراهيم و موسى صلّى اللّه عليهم و سلم.
قال محمد بن إسحاق 1: فذكرت هذا الحكاية لبعض أصحابنا، فقال لى: لا تدرى أىّ شاء أراد المريسىّ بقوله؟ كان منه طنزا 2، لأنه يقول: ليس ثمّ جنة و لا نار.
و روى 3 عن حميد الطّوسىّ، أنه دخل على أمير المؤمنين، و عنده بشر المريسىّ، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدرى من هذا يا أبا غانم؟
قال: لا.
قال: هذا بشر المريسىّ.
فقال حميد: يا أمير المؤمنين، هذا سيّد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، و مسألة منكر و نكير، و الميزان، و الصّراط، انظره هل يقدر يرفع الموت؟.
ثم نظر إلى بشر، فقال: لو رفعت الموت كنت سيّد الفقهاء حقّا.
و روى 3 أن يهوديّا مرّ على بشر، و الناس مجتمعون عليه، فقال لهم: لا يفسد عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة، يعنى أن أباه كان يهوديّا.
و عن أبى مسلم صالح بن أحمد بن عبد اللّه بن صالح العجلىّ 4، قال: حدّثنى أبى، قال: رأيت بشر المريسىّ-عليه لعنة اللّه-مرّة/واحدة، شيخا قصيرا، ذميم 5 المنظر، وسخ الثياب، وافر الشّعر، أشبه شاء باليهود، و كان أبوه يهوديا صبّاغا بالكوفة فى سوق المراضع، ثم قال: لا يرحمه اللّه، فقد كان فاسقا.
و كان أبو زرعة الرّازىّ، يقول 6: بشر المريسىّ زنديق.
و كان أبو يوسف، يقول له 6: طلب العلم بالكلام هو الجهل، و الجهل بالكلام هو

1) أى الثقفى، كما فى تاريخ بغداد.
2) الطنز: السخرية.
3) أى الخطيب البغدادى: انظر: تاريخ بغداد 7/ 60، 61.
4) تاريخ بغداد 7/ 61.
5) فى تاريخ بغداد: «دميم».
6) تاريخ بغداد 7/ 61.

الصفحة 234