كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
236 فنعوذ باللّه تعالى من العناد، و الإصرار على ما يؤدّى إلى البوار، و دخول النار.
و روى 1 أن بشرا دخل يوما على سفيان بن عيينة، و عنده أصحابه، فأخذ يتكلّم بمهملاته، فقال ابن عيينة: اقتلوه.
قال ابن خلاّد 2: فأنا كنت ممّن ضربه بيده.
و قيل لسفيان بن عيينة: إن بشرا المريسىّ، يقول: إنّ اللّه تعالى لا يرى يوم القيامة.
فقال: قاتله الله، ألم يسمع الله يقول: (كَلاّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) 3، فجعل احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجب عن الأولياء و الأعداء، فأىّ فضل للأولياء على الأعداء؟!
و روى 4 أن بشرا دخل على أبى يوسف، فقال له أبو يوسف: حدّثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبىّ صلى اللّه عليه و سلم، فذكر حديث الرّؤية.
ثم قال أبو يوسف: إنّى و الله مؤمن بهذا الحديث، و أصحابك ينكرونه، و كأنّى بك قد شغلت على الناس 5 خشبة باب الجسر، فاحذر 5.
و حدّث بعض الثّقات 6، أنه لمّا مات بشر المريسىّ لم يشهد جنازته من أهل العلم و السّنّة أحد إلاّ عبيد الشّونيزىّ 7، فلمّا رجع من جنازته أقبل عليه أهل السّنّة و الجماعة، و قالوا: يا عدوّ الله تنتحل السّنّة، و تشهد جنازة المريسىّ؟
قال: أنظرونى حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت بها من الخير 8 ما رجوت فى شهود جنازته، لمّا وضع فى موضع الجنائز، قمت فى الصّفّ، فقلت: اللّهمّ عبدك هذا كان
1) تاريخ بغداد 7/ 65.
2) فى تاريخ بغداد: أنه أبو بكر بن خلاد الباهلى.
3) سورة المطففين 15.
4) تاريخ بغداد 7/ 65.
5 - 5) فى الأصول: «خشية باب الحبس فاحذره»، و التصويب من تاريخ بغداد.
6) تاريخ بغداد 7/ 66.
7) نسبة إلى الشوينزية، و هى موضع معورف ببغداد، له مقبرة مشهورة بها مشايخ الطريقة، و هى أيضا نسبة إلى الشونيز، و هى الحبة السوداء. اللباب 2/ 33.
8) فى تاريخ بغداد: «الأجر».