كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

239
567 - بشر بن الوليد بن خالد، أبو الوليد الكندىّ، الإمام *

أحد أعلام الأئمّة، المشهورين من علماء هذه الأمة.
سمع مالك بن أنس، و عبد الرحمن بن سليمان بن عبد اللّه بن الغسيل 1، و حمّاد بن زيد، و صالحا المرّىّ 2، و حشرج بن نباتة، و شريك بن عبد اللّه، و أبا الأحوص سلاّم بن سليم، و أبا يوسف، و كان أحد أصحابه، و عنه أخذ الفقه.
و روى عنه الحسن بن علويه القطّان، و أحمد بن الوليد بن أبان، و أحمد بن القاسم البرتىّ، و أحمد بن على الأبّار، و غيرهم.
و كان جميل المذهب، حسن الطريقة، و ولى القضاء بعسكر المهدىّ، من جانب بغداد الشّرقىّ، لمّا عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومىّ، و ذلك سنة ثمان و مائتين، و أقام على ولايته سنتين 3، ثم عزل، و ولى القضاء بمدينة المنصور، فى سنة عشر، فلم يزل متولّيا إلى أن صرف عنه، فى سنة ثلاث عشرة و مائتين.
حدّث طلحة بن محمد بن جعفر، قال 4: لمّا عزل المأمون إسماعيل بن حمّاد بن أبى حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندىّ، و كان بشر علما من أعلام المسلمين، و كان عالما، ديّنا، خشنا، 5 مهاب الحكم 5، واسع الفقه، و هو صاحب أبى يوسف، و من المقدّمين عنده، و حمل الناس عنه من الفقه و المسائل ما لا يمكن جمعه.
و قال طلحة: حدّثنى عبد الباقى بن قانع، عن بعض شيوخه، أن يحيى بن أكثم شكا بشر بن الوليد إلى المأمون، و قال: إنه لا ينفذ قضائى. /و كان يحيى قد غلب على المأمون،

*) ترجمته فى: تاريخ بغداد 7/ 80 - 84، الجواهر المضية، برقم 373، شذرات الذهب 2/ 89، 90، طبقات الفقهاء، للشيرازى 138، الفوائد البهية 54، 55، ميزان الاعتدال 1/ 326، 327.
1) الغسيل: هو حنظلة بن أبى عامر، غسيل الملائكة، و سمى بذلك لأنه قتل بأحد جنبا فغسلته الملائكة. انظر اللباب 2/ 173.
2) فى الأصول: «المرسى»، و التصويب من تاريخ بغداد 7/ 80. و انظر العبر 1/ 262.
3) فى تاريخ بغداد 7/ 81: «سنين».
4) تاريخ بغداد 7/ 81.
5) فى تاريخ بغداد: «فى باب الحكم»، و لعله تصحيف.

الصفحة 239