كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

241 و قد مدح و هجى كغيره من الأفاضل المحسودين، فممّا هجى به قول بعضهم، حين ولى قضاء عسكر المهدىّ:

يا أيّها الرجل الموحّد ربّه
قاضيك بشر بن الوليد حمار

ينفى شهادة من يدين بما به
نطق الكتاب و جاءت الآثار

و يعدّ عدلا من يقول بأنّه
شيخ تحيط بجسمه الأقطار 1

و ممّن مدحه ربيعة بن ثابت الرّقّىّ، بأبيات حسنة، و هى هذه 2:

بشر يجود بماله
جود السّحائب بالدّيم

و أبو الوليد حوى النّدى
لمّا ترعرع و احتلم

و أعزّ بيت بيته
بيت بنته له إرم

عمرته كندة دهرها
و بنى فأتقن ما انهدم

بشر يجود برفده
عفوا و يكشف كلّ غمّ

بشر يجود إذا قصد
ت تريد جدواه هلمّ

ما قال لا فى حاجة
لا بل يقول نعم نعم

و هو العفوّ عن المس‍
اء و عن قبائح ما اجترم

نام القضاة عن الأنا
م و عين بشر لم تنم

و حكيم أهل زمانه
فيما يريد و ما حكم 3

و كأنّه القمر المني‍
ر إذا بدا أجلى الظّلم 4

/و كأنّه البحر المطلّ
إذا تقاذف و التطم 5

و كأنّه زهر الرّبي‍
ع إذا تفتّح أو نجم

ختم الإله لبشرنا
بالخير منه إذا ختم

قال أحمد بن كامل القاضى 6: مات بشر بن الوليد الكندىّ المفلوج صاحب أبى يوسف القاضى، فى سنة ثمان و ثلاثين و مائتين، و بلغ سبعا و تسعين سنة، و دفن فى مقابر

1) كذا فى الأصول: «شيخ»، و لعل الصواب: «شبح».
2) القصيدة فى تاريخ بغداد 7/ 82، 83.
3) فى تاريخ بغداد: «فيما يدير و ما حكم».
4) فى تاريخ بغداد: «جلى الظلم».
5) فى تاريخ بغداد: «البحر الخضم».
6) تاريخ بغداد 7/ 84.

الصفحة 241