كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

251 و ضمّها، ثم حمل من بين يديه إلى السّجن، ثم أقامه للنّاس يطالبونه بمظالم يدّعونها عليه، فكان يحضر فى مجلس المظالم بين يدى أحمد قائما.
و كان الطّحاوىّ يقول: ما تعرّض له أحد فأفلح بعد ذلك، لقد تعرّض له غلام يقال له:
عامر بن محمد بن نجيح، و كان فى حجره، فرآه بكّار فى مجلس المظالم، فقال له: يا عامر ما تصنع ها هنا؟.
قال: أتلفت علىّ مالى.
فقال: إن كنت كاذبا فلا نفعك الله بعقلك.
قال: فأخبرنى من رآه و هو ذاهب العقل، يسيل لعابه، يسبّه الناس و هو يرميهم 1 بالحجارة، و هم يقولون: هذه دعوة بكّار.
قال 2: و تقدّم إليه نصرانىّ، فقال: أيّها الأمير: إن هذا الذى يزعم أنه كان قاضيا جعل ربع أبى حبسا.
فقال بكّار: ثبت عندى أن أباه حبّس هذا الرّبع، و هو تملّكه، فأمضيت الحبس، فجاءنى هذا متظلّما، /فضربته، فخرج إلى بغداد، فجاءنى بكتاب هذا الذى تزعم أنّه الموفّق: «لا تمض أحباس النّصارى»، فعرفت أنه جاهل، فلم ألتفت إليه، و قد شهد عندى إسحاق بن معمر، بأن هذا كان أسلم ببغداد على يد الموفّق، فإن شهد عندى آخر مثل إسحاق ضربت عنقه.
فصاح أحمد بالنّصرانىّ: المطبق 3، المطبق. فأخرج و حبس.
قال الطّحاوىّ 4: و لمّا قبض أحمد بن طولون يد بكّار عن الحكم و سجنه، أمره أن يسلّم القضاء لمحمد بن شاذان الجوهرىّ، كالخليفة له، ففعل.

1) فى ط، ن: «يسب الناس و هو يرميهم»، و فى رفع الإصر: «يسب الناس و يرميهم»، و المثبت فى: س.
2) رفع الإصر 1/ 153، و انظر الولاة و القضاة 477، 478.
3) المطبق: السجن تحت الأرض.
4) رفع الإصر 1/ 154.

الصفحة 251