كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

263 مات ليلة الأربعاء، مستهلّ المحرّم، سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة، و دفن فى صبيحتها، بالمعلاة. رحمه اللّه تعالى.
هكذا لخّصت هذه الترجمة من «الضوء اللامع»، و الذى ظهر لى من كلامه، و كلام من نقل عنه، أن صاحب الترجمة كان من خيار الناس، و أنه لم يكن فيه عيب إلاّ أنه يصدع بالحقّ، و لا يحسن مداراة الفسّاق، فحصل له بذلك عند أهل عصره ما لا يليق من كلامهم فيه، و حطّهم عليه، و حسدهم له، و اللّه تعالى يغفر للمساء منهم، آمين.
***

589 - تغرى برمش، سيف الدين الجلالىّ، النّاصرىّ ثم المؤيّدىّ *

نائب القلعة بالقاهرة، و يعرف بالفقيه.
كان يزعم أنّ أباه كان مسلما، و أنّ بعض التّجّار اشتراه ممّن سرقه، فابتاعه منه الخواجا جلال الدين، و قدم به حلب، و تنقّلت به الأحوال، و صار يخالط أرباب الدّول فى أمورهم، و وجّه رسولا إلى الدّيار الرّوميّة، و عيّن لغزو رودس 1، و حصل له من كثرة دخوله فيما لا يعنيه جفاء من السلطان، و انحراف عليه، و نفى إلى بيت المقدس، فأقام به بطّالا، إلى أن مات، فى ليلة الجمعة، ثالث شهر رمضان، سنة اثنتين و خمسين و ثمانمائة، و قد زاد على الخمسين.
و كان قد اعتنى بالحديث، و أخذ عن الحافظ ابن حجر، و ناصر الدين الفاقوسىّ، و الشمس ابن المصرىّ، و الزّين الزّركشىّ، و طائفة.
و لقى بالشّام ابن ناصر الدين، و بحلب البرهان الحلبىّ، و وصفه ابن حجر بصاحبنا المحدّث الفاضل، و وصفه أيضا بالحافظ.
قال السّخاوىّ: و بالجملة، فكان فاضلا، ذاكرا لجملة من الرجال و التاريخ و أيّام الناس، مشاركا فى الأدب و غيره، حسن المحاضرة، حلو المذاكرة، جيّد الخطّ، فصيحا،

*) ترجمته فى: الضوء اللامع 3/ 33، 34.
1) رودس: جزيرة مقابل الإسكندرية، على ليلة منها فى البحر. معجم البلدان 2/ 832. و هى شرقى الأرخبيل اليونانى. المنجد فى الأدب و العلوم 22.

الصفحة 263