كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
268
593 - تمر بن عبد اللّه الشّهابىّ الأمير سيف الدين الحاجب **
أحد أمراء الطبلخانات، و فقهاء الحنفيّة، كان له معرفة بالفقه و الأصول، و تصدّر للإقراء مدّة طويلة.
و كان شجاعا، فاضلا، عالما، ديّنا، خيّرا، مات سنة ثمان و تسعين و سبعمائة بالقاهرة، من جراحة حصلت له فى بعض أسفاره من العرب العصاة، رحمه اللّه.
كذا فى «الغرف العليّة، فى تراجم متأخّرى الحنفيّة» لابن طولون.
***
594 - تمربغا، الظّاهر، أبو سعيد، الرّومىّ، الظّاهرىّ، جقمق *
أحد ملوك الأتراك بالدميار المصريّة، تسلطن فى آخر يوم السبت، سابع جمادى الأولى، سنة اثنتين و سبعين و ثمانمائة، بعد خلع بلباى 1، و سرّ جمهور الناس به لمزيد عقله، و تؤدته، و رئاسته، و فصاحته، و فهمه، و لم يلبث أن خلع فى يوم الاثنين، سادس رجب منها، بالأشرف قايتباى، و جرت له قبل السّلطنة و بعدها أمور يطول شرحها، و مات فى آخر الأمر بثغر إسكندريّة، فى يوم الجمعة، ثامن ذى الحجّة، سنة تسع و سبعين و ثمانمائة، و دفن هناك.
و كان ملكا، فقيها فاضلا، يحفظ «المنظومة» للنّسفىّ، و يستحضر كثيرا من المسائل الفقهيّة، مع مشاركة حسنة فى فنون؛ كالتاريخ و الشعر، و عنده حذق و ذكاء، و عقل تامّ، و جودة رأى، و تدبير، و فصاحة باللغتين العربيّة و التّركيّة، و طهارة لسان، و حشمة، و أدب، و تجمّل زائد فى ملبسه، و مركبه، و مأكله، و مشربه، و مسكنه، و له فى ذلك اختراعات تنسب إليه، و على ذهنه الكثير من الصّنائع؛ كعمل القوس و السّهام، عارفا برمى النّشّاب معرفة تامّة إليه 2 انتهت الرّياسة فيه، بل و فى غيره من أنواع الفروسيّة و الملاعب، و لكنه كان غير
*) ترجمته فى: النجوم الزاهرة 12/ 151.
**) ترجمته فى: تاريخ ابن إياس 2/ 87 - 90، الضوء اللامع 3/ 40، 41، نظم العقيان 102.
1) فى الضوء اللامع: «يلباى»، و فى ابن إياس كما هنا.
2) تكملة من الضوء اللامع.