كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
290 فقال: و الله يا أمير المؤمنين لا أشتهى ذلك إلاّ معك.
فانصرف 1 عنه جعفر، فما هو إلاّ أن ذهب من الليل بعضه حتى أوقع به الباس و النّكال، كما تقدّم ذكره، و كان ذلك ليلة السبت، آخر ليلة من المحرّم، و قيل: إنها كانت ليلة مستهلّ صفر، سنة سبع و ثمانين، و كان عمر جعفر إذ ذاك سبعا و ثلاثين سنة.
و لما جاء الخبر إلى أبيه يحيى بقتله قال: قتل الله ابنه. و لما قيل له 2: خربت دارك.
قال: خرّب الله دوره.
و يقال: إنه لمّا نظر إلى داره و قد هتكت 3 ستورها، و استبيحت قصورها، و انتهب ما فيها، قال: هكذا تقوم الساعة.
و قد كتب إليه بعض أصحابه 4 يعزّ به فيما وقع، فكتب جواب التّعزية: أنا بقضاء اللّه راض، و بالجزاء منه عالم، و لا يواخذ الله العباد إلاّ بذنوبهم، و ما الله بظلاّم للعبيد، و ما يغفر اللّه أكثر، و للّه الحمد.
و لقد أكثر الشعراء المراثى فى البرامكة، فمن ذلك قول الرّقاشىّ، و يذكر أنه لأبى نواس 5:
ألان استرحنا و استراحت ركابنا
و أمسك من يحدى و من كان يحتدى 6
فقل للمطايا قد أمنت من السّرى
و طىّ الفيافى فدفدا بعد فدفد
و قل للمنايا قد ظفرت بجعفر
و لن تظفرى من بعده بمسوّد
و قل للعطايا بعد فضل تعطّلى
و قل للرّزايا كلّ يوم تجدّدى 7
و دونك سيفا برمكيّا مهنّدا
أصيب بسيف هاشمىّ مهنّد
1) فى س: «و انصرف»، و المثبت فى: ط، ن.
2) ساقط من: س، و هو فى: ط، ن، و البداية و النهاية.
3) فى ن: «تهتكت»، و المثبت فى: س، ط، و البداية و النهاية.
4) البداية و النهاية 10/ 191.
5) الأبيات فى: البداية و النهاية 10/ 191، و الكامل 6/ 179، و نسبتها فيما إلى الرقاشى أو إلى أبى نواس. و البيتان الرابع و الخامس فى الوفيات 1/ 340، مع اختلاف فى بعض الألفاظ، و تقديم و تأخير بينهما، و لم أجد الأبيات فى ديوان أبى نواس.
6) فى س: و الكامل: «و أمسك من يجدى و من كان يجتدى»، و المثبت فى: ط، ن، و البداية و النهاية.
7) يعنى الفضل أخا جعفر.