كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
291 و قال الرّقاشىّ، و قد نظر إلى جعفر و هو مصلوب على جذعه 1:
أما و الله لو لا خوف واش
و عين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك و استلمنا
كما للناس بالحجر استلام
فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى
حساما فلّه السيف الحسام
على اللّذّات و الدنيا جميعا
لدولة آل برمك السّلام
فاستدعى به الرشيد، و قال له: ويحك، ما حملك على ما فعلت؟
قال: تحرّكت نعمته بقلبى 2 فلم أصبر.
قال: كم كان يعطيك جعفر 3 كلّ عام؟
قال: ألف دينار. فأمر له بألفى دينار.
و روى الزّبير بن بكّار 4، عن عمّه مصعب بن الزبير، قال: لمّا قتل جعفر بن يحيى، وقفت امرأة على حمار فاره، فقالت/بلسان فصيح: و اللّه لئن صرت اليوم آية، فلقد كنت فى الكرم غاية، ثم أنشأت تقول:
و لمّا رأيت السيف خالط جعفرا
و نادى مناد للخليفة فى يحيى
بكيت على الدنيا و أيقنت أنّما
قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا
و ما هى إلا دولة بعد دولة
تخوّل ذا نعمى و تعقب ذا بلوى
إذا أنزلت هذا منازل رفعة
من الملك حطّت ذا إلى الغاية القصوى
قال: ثم حرّكت حمارها، فكأنّها كانت ريحا، لا أثر لها، و لا يعرف أين ذهبت.
و قيل: إن الأبيات هذه للعبّاس بن الأحنف 5.
و روى الخطيب 6 أن أبا يزيد الرّياحىّ، قال: كنت قائما عند خشبة جعفر بن يحيى البرمكىّ أتفكّر فى زوال ملكه، و حاله التى صار إليها، إذا أقبلت امرأة راكبة لها رواء
1) البداية و النهاية 10/ 191، و تاريخ بغداد 7/ 158.
2) فى تاريخ بغداد: «فى قلبى».
3) فى تاريخ بغداد: «عطاؤك».
4) البداية و النهاية 10/ 192، تاريخ بغداد 7/ 159، 160.
5) ليست فى ديوانه.
6) تاريخ بغداد 7/ 158، 159.