كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
293 أصب له فى منزلى ثوبا 1 يشاكله، فقالت لى بنيّة لى: اكتب إلى الذى وهبه لك حتى يرسل إليك بما يشاكله من الثّياب، فكتبت إليه هذه الأبيات:
أبا الفضل لو أبصرتنا يوم عيدنا
رأيت مباهاة لنا فى الكنائس
فلو كان ذاك المطرف الخزّ جبّة
لباهيت أصحابى به فى المجالس 2
فلا بدّ لى من جبّة من جبابكم
و من طيلسان من جياد الطّيالس
و من ثوب قوهىّ و ثوب علائم
و لا بأس إن أتبعت ذاك بخامس 3
إذا تمّت الأثواب فى العيد خمسة
كفتك فلم تحتج إلى لبس سادس
/لعمرك ما أفرطت فيما سألته
و ما كنت لو أفرطت فيه بآيس 4
و ذاك لأنّ الشّعر يزداد جدّة
إذا ما البلى أبلى جديد الملابس
قال: فبعث إليه حين قرأ شعره بتخوت خمسة، من كلّ نوع تختا، قال: فو الله ما انقضت الأيّام حتى قتل جعفر و صلب، فرأينا أبا قابوس قائما تحت جذعه يزمزم، فأخذه صاحب الخبر، فأدخله على الرشيد، فقال له: ما كنت 5 قائلا 6 تحت جذع جعفر؟
قال: فقال أبو قابوس: أينجينى منك الصّدق؟
قال: نعم.
قال: ترحّمت و اللّه 7 عليه، و قلت فى ذلك 8:
أمين اللّه هب فضل بن يحيى
لنفسك أيّها الملك الهمام
و ما طلبى إليك العفو عنه
و قد قعد الوشاة به و قاموا 5
أرى سبب الرّضا فيه قويّا
على الله الزّيادة و التّمام
1) فى الأصول: «يوما»، و التصويب من تاريخ بغداد.
2) فى تاريخ بغداد: «أصحابى بها».
3) القوهى: ثياب بيض، و هى منسوبة إلى قسهتان، كورة بين نيسابور و هراة. القاموس (ق و ه). و فى تاريخ بغداد: «و ثوب غلالة».
4) فى ن: «فيما طلبته»، و المثبت فى: س، ط، و تاريخ بغداد.
5) فى ط، ن: «قلت»، و الصواب فى: س، ط، و تاريخ بغداد.
6) ساقط من: ن، و هو فى: س، ط، و تاريخ بغداد.
7) ذكر ابن خلكان البيتين الأخيرين ضمن قصيدة نسبها إلى الرقاشى. انظر وفيات الأعيان 1/ 340.
8) فى تاريخ بغداد: «الوشاة بنا».