كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
294
نذرت علىّ فيه صيام حول
فإن وجب الرّضا وجب الصّيام 1
و هذا جعفر بالجسر تمحو
محاسن وجهه ريح قتام
أقول له و قمت لديه نصّا
إلى أن كاد يفضحنى القيام 2
أما و الله لو لا خوف واش
و عين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك و استلمنا
كما للنّاس بالحجر استلام
قال: فأطرق هارون مليّا، ثم قال: رجل أولى جميلا، فقال فيه جميلا، يا غلام، ناد بأمان أبى قابوس، و أن لا يتعرّض 3 له. ثم قال لحاجبه: إيّاك أن تحجبه عنّى، صر متى شئت إلينا فى مهمّك.
و روى ابن عساكر 4 بسنده، من طريق الدّار قطنىّ، أنه لمّا أصيب جعفر، وجدوا له فى جرّة ألف دينار، زنة كلّ دينار مائة دينار، مكتوب على صفحة الدينار الواحدة جعفر، و مكتوب على الصفحة الأخرى هذان البيتان:
و أصفر من ضرب دار الملوك
يلوح على وجهه جعفر
يزيد على مائة واحدا
متى يعطه معسر يوسر
و روى الخطيب 5 أن جعفرا أمر أن تضرب له دنانير فى كلّ دينار ثلاثمائة مثقال، و يضرب عليها صورة وجهه، فضربت، فبلع أبا العتاهية، فأخذ طبقا فوضع عليه بعض الألطاف، فوجّه به إلى جعفر، و كتب إليه رقعة، فى آخرها 6:
و أصفر من ضرب دار الملوك
يلوح على وجهه جعفر
ثلاث مئين يرى وزنه
متى يلقه معسر يوسر 7
فأمر بقبض ما على الطّبق، و صيّر عليه دينارا من تلك الدّنانير، و ردّه إليه.
1) فى تاريخ بغداد: «و إن وجب الرضا».
2) النص: الرفع و الظهور. و فى تاريخ بغداد: «و قمت إليه نصبا».
3) فى تاريخ بغداد: «يعرض».
4) نقله ابن كثير فى البداية و النهاية 10/ 196.
5) تاريخ بغداد 7/ 156.
6) لم أجد البيتين فى ديوانه المطبوع.
7) فى تاريخ بغداد: «ثلاث مئين يكن وزنه».