كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
71 و كان أحد الموصوفين بالعقل، و المذكورين بالفضل، كثير البرّ و المعروف، و كانت داره مألفا لأهل العلم.
و كان يصوم الدهر، و يقرأ فى كلّ يوم سبع القرآن، يقرأه نهارا و يعيده فى ليلته فى ورده. انتهى.
و كان مولده فيما بلغ الخطيب، فى آخر ذى القعدة، من سنة سبع 1 و ثلاثين و ثلاثمائة، و كانت وفاته يوم الاثنين، مستهلّ ذى القعدة، سنة خمس عشرة و أربعمائة.
و كان يختلف فى درس الفقه إلى الإمام أبى بكر الرّازىّ.
و حدّث رئيس الوزرا، جمال الورى، أبو القاسم على بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر، قال: رأيت أبا الحسين القدورىّ الفقيه بعد موته فى المنام، فقلت له: كيف حالك؟.
فتغيّر وجهه و دقّ، حتى صار كهيئة الوجه المرئىّ فى السّيف، دقّة و طولا، فأشار 2 إلى صعوبة الأمر.
قلت: فكيف حال الشيخ أبى الفرج؟ يعنى جدّه، فعاد وجهه إلى ما كان عليه، و قال لى: من مثل الشيخ أبى الفرج ذاك ثمّ. و رفع يده إلى السماء.
فقلت فى نفسى: يريد بهذا قول الله تعالى: (وَ هُمْ فِي اَلْغُرُفااتِ آمِنُونَ) 3، كذا رواه الخطيب.
***
343 - أحمد بن محمد بن عمر، أبو العباس النّاطفىّ *
أحد الفقهاء الكبار، حدّث عن أبى حفص/ابن شاهين، و غيره.
1) فى الأصول: «تسع»، و المثبت فى: تاريخ بغداد، و الجواهر.
2) فى تاريخ بغداد: «و أشار».
3) سورة سبأ 37.
*) ترجمته فى: تاج التراجم 9، الجواهر المضية، برقم 221، الفوائد البهية 36، و فيه: «أحمد بن محمد بن عمرو»، كتائب أعلام الأخيار برقم 244، كشف الظنون 1/ 11، 22، 703، 2/ 1999، 2040، مفتاح السعادة 2/ 279، 280.