كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)
82 و أمّا الكلام فلو رآه الأشعرىّ لقرّبه و قرّبه، و علم أنّه نصير الدين ببراهينه و حججه المهذّبة المرتّبة.
و أمّا الأصول ف «البرهان» لا يقوم عنده بحجّة، و صاحب «المنهاج» لا يهتدى معه إلى محجّة.
و أمّا النحو فلو أدركه الخليل لاتّخذه خليلا، أو يونس لأنس بدرسه و شفى منه غليلا.
و أنّا المعانى ف «المصباح» لا يظهر له نور عند هذا الصّباح، و ماذا يفعل «المفتاح» مع من ألقت إليه المقاليد أبطال الكفاح.
إلى غير ذلك من علوم معدودة، و فضائل مأثورة مشهودة:
هو البحر لا بل دون ما علمه البحر
هو البدر لا بل دون طلعته البدر
هو النّجم لا بل دونه النجم رتبة
هو الدّرّ لا بل دون منطقه الدّرّ
هو العالم المشهور فى العصر و الذى
به بين أرباب النّهى افتخر العصر
هو الكامل الأوصاف فى العلم و التّقى
فطاب به فى كلّ ما قطر الذّكر
محاسنه جلّت عن الحصر و ازدهى
بأوصافه نظم القصائد و النّثر
ولد بالإسكندريّة، فى شهر رمضان، سنة إحدى و ثمانمائة، و قدم القاهرة مع والده، و كان من علماء المالكيّة، فتلا على الزّراتيتىّ 1، و أخذ النحو عن الشمس الشّطنوفىّ 2، و لازم القاضى شمس الدين البساطىّ، و انتفع به فى الأصلين، و المعانى و البيان، و أخذ عن الشيخ/يحيى السّيرامىّ، و به تفقّه، و عن العلاء البخارىّ، و أخذ الحديث عن الشيخ ولىّ الدين العراقىّ، و برع فى الفنون.
و اعتنى به والده فى صغره، فأسمعه الكثير على التّقىّ الزّبيرىّ، و الجمال الحنبلىّ، و الصّدر الإبشطىّ، و الشيخ ولىّ الدين، و غيرهم.
1) فى ط، ن: «الررانيتى»، و الكلمة غير واضحة فى: ص، و المثبت فى البغية.
2) فى القاموس (ش ط ف): «شطنوف، كحلزون: بلدة بمصر». و هذا الضبط هو المعهود اليوم، و قد ضبطها ياقوت، بفتح أوله، و تشديد ثانيه، و فتح النون، و آخره فاء، و قال: بلدة بمصر، من نواحى كورة الغربية، عنده يفترق النيل فرقتين، فرقة تمضى شرقيا إلى تنيس، و فرقة تمضى غربيا إلى رشيد، على فرسخين من القاهرة. معجم البلدان 3/ 291. و هى حاليا من قرى المنوفية.