كتاب الطبقات السنية في تراجم الحنفية - ت الحلو (اسم الجزء: 2)

84 و قلت أمتدحه 1:

لذ بمن كان للفضائل أهلا
من قديم و منذ قد كان طفلا

و بمن حاز سؤددا و ارتفاعا
و مكانا علا السّماك و أعلى 2

عالم العصر من علا فى حديث
و زكا فى القديم فرعا و أصلا

علم الرّشد ذخر أهل المعانى
كنز علم يوليك طلاّ و وبلا

جمّل الله منه طلعة عصر
و كسا الدّهر منه تاجا محلّى

قد ترقّى من العلوم محلاّ
و تبوّا من الهداية نزلا

نال فى العلم ذروة المجد فامتا
ز بقدح من العلوم معلّى 3

توّج الفقه حين ألّف شرحا
و كساه بالابتهاج و حلّى

جلّ عن مثله فكم أوضح المش‍
كل حتّى اكتسى ضياء و جلّى

لو رآه النّعمان أنعم عينا
أو رآه الخليل وافاه خلاّ

وسمه فى الأنام أفضل فى التّف‍
ضيل و الحقّ أنّه الفرد فضلا

ذو محلّ مثل الهلال علاء
و ضياء كالبدر حين تجلّى

أغرب الوصف أنّ بي‍
تا قديم البناء فى المجد كلاّ 4

من يكن أصله الكمال فإن نا
ل كمالا فإنّه نال أهلا

/ذو بنان يمطرن درّا على أر
ض لجين و فى التّقوّم أغلى

و لسان كأنّه لفظ سحبا
ن فسبحان من حباه و أولى

ليس فيه عيب سوى أنّه لي‍
س يخون الخليل عهدا و إلاّ 5

ما طلبنا لعلمنا أنّه ما
لك فى المجد و المكارم مثلا

فدم الدهر فى ارتفاع فقد أض‍
حى لك الحزن فى الجلالة سهلا 6

جمع الله فيك كلّ جميل
و بك الله ضمّ للعلم شملا

1) فى البغية: «أمدحه»، و القصيدة فيها 1/ 378.
2) فى الأصول: «و لمن كان»، و المثبت فى البغية. و السماك: أحد نجمين نيرين، يقال لأحدهما الأعزل، و للآخر الرامح.
3) فى البغية: «نال فى العز».
4) تأتى «كل» بالضم، للدلالة على أن الموصوف بها بلغ الغاية فيما تصفه به. انظر القاموس (ك ل ل).
5) الإلّ: الذمة و العهد.
6) البيت مضطرب فى بغية الوعاة.

الصفحة 84