كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

قَالَ روينَا عَن الشَّافِعِي انه قَالَ مَا اشبه هَذَا الزَّمَان إِلَّا بِمَا قَالَ تأبط شرا
(عوى الذِّئْب فاستأنست بالذئب إِذْ عوى ... وَصَوت انسان فكدت مِنْهُ اطير)
فَائِدَة
قَالَ وسأفيدك يَا أخي فَائِدَة يجل نَفعهَا وتعظم عائدتها وَمَا اقولها إِلَّا عَن ودك وشفقة عَلَيْك فَإِن الْبلوى ف يمعاشرة أهل زَمَانك عَظِيمَة فَاسْتَعِنْ بِاللَّه على مَا يلقاك من اذاهم فَإنَّك لن تَخْلُو من قَلِيله وان سلمت من كَثِيره وَذَلِكَ انك قد ترى الْوَاحِد بعد الوماحد مِنْهُم يتكالب على النَّاس ويتسفه على اعراضهم وينبح فيهم نباح الْكلاب فيهمك من شَأْنه مَا يهمك وتود مِنْهُ أَن لَا يكون رجلا فَاضلا يُرْجَى خَيره ويؤمن شَره فَيطول فِي امْرَهْ فكرك ويدوم بِهِ شغل قَلْبك فازح هَذَا الْعَارِض عَن نَفسك بِأَن تعده على الْحَقِيقَة كَلْبا خلقَة وجهلة وزد بِهِ فِي عدد الْكلاب وَاحِدًا أَو لَعَلَّك قد مَرَرْت مرّة من

الصفحة 449