كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

قَالَ الْخطابِيّ قد اعْلَم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن آفَة الْعلم ذهَاب اهله وانتحال الْجُهَّال لَهُ وترؤسهم على النَّاس باسمه وحذر النَّاس أَن يقتدوا بِمن كَانَ من أهل هَذِه الصّفة وَاخْبَرْ انهم ضلال مضلون
الثَّانِي قَول ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ كَيفَ بكم إِذا البستكم فتْنَة يَرْبُو فِيهَا الصَّغِير ويهرم فِيهَا الْكَبِير وتتخذ سنة فَإِن غيرت يَوْمًا قلت هَذَا مُنكر قَالُوا وَمَتى ذَلِك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن قَالَ ذَلِك إِذا قلت امناؤكم وَكثر امراؤكم وَقلت فقهاؤكم وتفقه لغير الدّين والتمست الدُّنْيَا بِعَمَل الاخرة
تَعْرِيف روى عَن الْحسن انه قَالَ طلاب هَذَا الْعلم ثَلَاثَة اصناف من النَّاس فاعرفوهم بصفاتهم فصنف تعلموه للمراء والجدل وصنف تعلموه للاستطالة والختل وصنف تعلموه للتفقه وَالْعقل فَصَاحب المراء والجدال متعرض لِلْقِتَالِ فِي اندية الرِّجَال يذاكر الْعلم بخفة الْحلم قد تسربل الجشع وتبرأ من الْوَرع فدق الله من هَذَا خيشومه وَقطع مِنْهُ الحزم حيزومه وَصَاحب الاستطالة والختل ذُو خب وملق

الصفحة 451