كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

يستطيل على اشباهه من امثاله فيختلهم بخلع حليته فَهُوَ لحلوانهم هاضم ولدينه حاطم فاعمى الله عَن هَذَا خَبره وَقطع من آثَار الْعلمَاء اثره وَصَاحب التفقه وَالْعقل ذُو كآبة وحزن قد تنحى عَن فرشه وَقَامَ اللَّيْل فِي حندسه يعْمل ويخشع قد ازكتاه يَدَاهُ واعمرتاه رِجْلَاهُ فَهُوَ مقبل على شَأْنه عَارِف بِأَهْل زَمَانه قد استوحش من كل ثِقَة من اقرانه فَشد الله من هَذَا اركانه واعطاه يَوْم الْقِيَامَة امانه
الصِّنْف الثَّانِي الامراء الموصوفون لتحَقّق فسادهم بأمراء الْجور وَمن الانذار بذلك خبران
أَحدهمَا قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّحِيح انكم سَتَرَوْنَ بعد اثره وامورا تنكرونها قَالُوا فَمَا تَأْمُرنَا بِهِ يَا رَسُول الله قَالَ ادوا اليهم حَقهم واسألوا الله حقكم
الثَّانِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكعب بن عجْرَة اعاذك الله من امارة السُّفَهَاء فَقَالَ وَمَا امارة السُّفَهَاء قَالَ امراء يكونُونَ من بعدِي لَا يَهْتَدُونَ بهديي وَلَا يستنون بِسنتي فَمن صدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فَأُولَئِك لَيْسُوا مني وَلست مِنْهُم وَلَا يردون على حَوْضِي وَمن لم

الصفحة 452