كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

الْمَسْأَلَة الأولى
فِي ملك اللِّسَان وملاكه عَن خطرين قَاتل كَمَا قيل اللِّسَان كالسبع أَن لم توثقه عدا عَلَيْك وَقَالَ
(واحفظ لسَانك ايها الانسان ... لَا يلدغنك انه ثعبان)
(كم فِي الْمَقَابِر من قَتِيل لِسَانه ... كَانَت تهاب لقاءه الشجعان)
ومفسدكما قيل لَا تفسدن لسَانك فَيفْسد عَلَيْك شَأْنك
وَقَالَ
0 - احفظ لسَانك أَن تَقول فتبتلي ... أَن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق)
الْخطر الأول الْقَاتِل واسرعه بذلك امران كَلَام فِي الشَّرْع بِمَا يُخَالِفهُ وخوض فِي السُّلْطَان بِمَا يغضبه
الْأَمر الأول الْكَلَام فِي الشَّرْع وَذَلِكَ باحدى مَحْظُورَات أَحدهَا مُخَالفَة السّنة اعتقادا أَو عملا على وَجه قريب أَو بعيد
قلت إِمَّا الْقَرِيب وخصوصا فِي القطعيات فَظَاهر والنظريات قد يَنْتَهِي بشؤم الانحراف فِيهَا عَن نهج الطّرق السّنيَّة إِلَى توقع ذَلِك الْمَحْظُور وَفِي الْوَاقِع من ذَلِك مَا فِيهِ عِبْرَة الثَّانِي دَقِيق الْكَلَام فِي تَفْسِير قُرْآن أَو حَدِيث وخصوصا أَن كَانَ مذهبا لِذَوي ضَلَالَة

الصفحة 456