كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

قلت وَيجب على المتدين تَقْيِيد الرَّاحَة وطريقها بِمُقْتَضى مَا تبيحه الشَّرِيعَة وتطلقه وَلَا اعْتِبَار هُنَا بِكَلَام من لَا يَنْضَبِط بدي فليحذر مِنْهُ وَنحن نستعيذ بِاللَّه تَعَالَى أَن نزيد ذَلِك بتصريح أَو تلويح
الصّديق الثَّالِث صديق الْمَنْفَعَة وَيطْلب فِيهِ الْأَمَانَة والنصيحة وَالِاجْتِهَاد والمعرفة بالمنتفع بِهِ فِيهِ وَلَا احْتِيَاج إِلَى مَا وَرَاء ذَلِك مَتى احرزه وَجمعه
قلت وَتقدم أَن الخديم المستكفي بِهِ مَعَ الوثوق بغنائه كالمفقود وان المستكفي وان كَانَ غير مَأْمُون ارجح من عَكسه
تَعْمِيم الْقدر الْمُحْتَاج اليه فِي الْجَمِيع اطراح الْحَسَد والخبث والعداوة وَسُوء النِّيَّة وَالظَّن وَحب الاضرار وَالْغَلَبَة والغبن والمكالبة والاستنقاص وأصل ذَلِك كُله خبث لانفس واخفها سوء الظَّن والجميع لَهَا سم قَاتل لَا تفي بِهِ الصداقة بالعداوة وَلَا الْمَنْفَعَة بالمضرة
تَخْصِيص وَقع للخطابي فِيمَا يرجع لمعاني الصداقة الأولى تحذير بَالغ من الاغترار فِيهَا بِصُحْبَة شرار المتعلمين
ولخصه الغزال بِمَا نَصه دع الراغبين فِي صحبتك والتعليم مِنْك فَلَيْسَ لَك مِنْهُم مَال وَلَا جمال اخوان الْعَلَانِيَة اعداء السريرة إِذا لقوك تملقوك وَإِذا غبت عَنْهُم سفهوك وَمن اتاك مِنْهُم كَانَ عَلَيْك رقيبا وَإِذا

الصفحة 463