كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

سلمت طباعه وان كَانَ ساذجا سلك سَبيله فِي وقاره وَملك نَفسه عَن سَائِر قوى النَّفس وَمَعَ صديق الرَّاحَة اسْتِعْمَال مَا لَا يُبَالِي بِهِ أَن نقل عَنْك وَلَا يحصل ذَلِك إِلَّا مَعَ التحفظ ومزجه بحركات الشَّرْع
قلت وعَلى شطر مَا تقدم من التَّقْيِيد بِمُقْتَضى الشَّرْع واذ ذَاك يكون المزح بِهِ حَقِيقَة لَا لمُجَرّد التَّحَرُّز خَاصَّة وَمَعَ صديق الْمَنْفَعَة اسْتِعْمَال صُورَة الْوَقار مَعَه مَعَ اطراح قوى النَّفس ومشاركته مَا يُشَارك فِيهِ من غير مزِيد عَلَيْهِ
الْعَمَل الثَّانِي الاجمالي بإعتبار الْجَمِيع وَذَلِكَ تَحْسِين النِّيَّة فِي الْمُعَامَلَة وتوسط الظَّن وَالْمَنْفَعَة بِمِقْدَار التَّوَسُّع وَالْوَفَاء واللقاء بِالْبرِّ والبشاشة وَقَضَاء الحومائج وَحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي الْغَيْب وَالشَّهَادَة ومشاهدة فَرَحهمْ وَلُزُوم التَّوَسُّط فِي النَّفَقَة مَعَ الْكَرم والبراءة من التملق بذلك وَاجْتنَاب الْكبر وَالْكذب والترأس واظهار انه افضل وافهم وَاعْلَم وَالسُّكُوت عَن عيب هُوَ فِيهِ فَلَا يذكرهُ لَهُ وَلَا لغيره وَاحْتِمَال سَائِر الْعُيُوب مَتى صفي مِنْهُ الْأَكْثَر وتمهيد يذكرهُ لَهُ وَلَا لغيره وَالِاحْتِمَال خُصُوصا مَتى كَانَت عوارض زائلة وَالِاعْتِبَار بهَا عَمَّا لَا يرضاه مِنْك أَو سيقبلها أَن صحت الصداقة

الصفحة 465