كتاب بدائع السلك في طبائع الملك (اسم الجزء: 2)

لم يتأمله اشم كث اللِّحْيَة سهل الْخَدين ضليع الْفَم مُفْلِح مشذب الاسنان دَقِيق المسربة كَأَن عُنُقه جيد دمية فِي صفاء الْفضة معتدل الْخلق بادن متماسك سَوَاء الْبَطن عريض الصَّدْر بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ ضخم الكراديس انور المتجرد مَوْصُول مَا بَين اللبة والسرة بِشعر يجْرِي كالخط عَار يالثديين والبطن مَا سوى ذَلِك اشعر الذراعين والمنكبين واعال يالصدر طَوِيل الزندين رحب الرَّاحَة شتن الْكَفَّيْنِ والقدمين شائل الاطراف خمصان الاخمصين مسبج الْقَدَمَيْنِ ينبو عَنْهُمَا المَاء إِذا زَالَ زَالَ قلعا يخطو تكفيا وَيَمْشي هونا ذريع المشية إِذا مَشى كَأَنَّمَا ينحط من صبب وَإِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا خافض الطّرف نظره إِلَى الأَرْض اطول من نظره إِلَى السَّمَاء جلّ نظره الملاحظة يَسُوق اصحابه ويبدر من لقِيه بِالسَّلَامِ
قَالَ قلت صف لي مَنْطِقه قَالَ كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متواصل الاحزان دَائِم الْفِكر لَيست لَهُ رَاحَة طَوِيل السُّكُوت يفْتَتح الْكَلَام ويختمه باشراقة وَيتَكَلَّم بجوامع الْكَلم فصل لَا فضول وَلَا تَقْصِير دمث لَيْسَ بالجافي وَلَا المهين يعظم النِّعْمَة وان قلت لَا يذم مِنْهَا شَيْئا لَا يذيم ذواقا وَلَا يمدحه وَلَا تغضبه الدُّنْيَا وَمَا كَانَ لَهَا فَإِذا تعدى الْحق لم يعرفهُ أحد وَلم يقم لغضبه شَيْء حَتَّى ينتصر لَهُ وَلَا يغْضب لنَفسِهِ وَلَا ينتصر لَهَا

الصفحة 477