كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 2)
واجب الاتباع، فيكون إجماعهم على الحق واجبَ الاتباع (¬1).
ومن السنة:
يستدل على الإجماع من سنة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بجملة الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة، وبيان فضلها، وتعظيم شأنها، والإخبار بعصمتها عن الخطأ، ومنها (¬2):
الدليل الأول: ما جاء في حديث عمر -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فمن أراد بحبوحة (¬3) الجنة فليلزم الجماعة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد" (¬4).
الدليل الثاني: ما جاء في حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن اللَّه لا يجمع أمتي - أو قال: أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- على ضلالة" (¬5).
الدليل الثالث: ما جاء في حديث أبي ذر (¬6) -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:
¬__________
(¬1) "الإجماع في التفسير" (ص 44). وينظر: "الإحكام" للآمدي (1/ 214)، "مجموع الفتاوى" (19/ 176)، "شرح الكوكب المنير" (2/ 217).
(¬2) ينظر في هذه الأدلة: "العدة" لأبي يعلى (4/ 1081)، "المستصفى" (1/ 176)، "شرح مختصر ابن الحاجب" للأصفهاني (1/ 541).
(¬3) بحبوحة الجنة، يعني: وسطها، وبحبوحة كل شيء وسطه وخياره. "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/ 205)، "الفائق" (1/ 81).
(¬4) أخرجه الشافعي في "الرسالة" (ص 473)، وأحمد في "مسنده" (114)، (1/ 268)، والترمذي (2165)، (4/ 404)، وابن حبان في "صحيحه" (4576)، (10/ 436). قال الترمذي: [هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه].
(¬5) أخرجه الترمذي (2167)، (4/ 405)، والحاكم في "مستدركه" (391)، (1/ 199). قال الترمذي: [هذا حديث غريب من هذا الوجه]. وتتبع طرقه وأعلها الحاكم. قال البخاري: [سليمان المدني منكر الحديث]. "علل الترمذي" (ص 323). وبه أعله ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/ 141). والحديث جاء من طرق عدة عن جمع من الصحابة، وفيه قال السخاوي: [وبالجملة فهو حديث مشهور المتن، ذو أسانيد كثيرة، وشواهد متعددة، في المرفوع وغيره]. "المقاصد الحسنة" (1/ 717). وينظر: "تذكرة المحتاج إلى أحاديث المنهاج" (1/ 51).
(¬6) جندب بن جنادة بن سكن أبو ذر الغفاري الزاهد المشهور الصادق اللهجة، هذا اسمه =