كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

الْآخِرِ فَذَاكَ هَذَا الْمِقْدَارُ (أُوقِيَّةٌ) بِضَمٍّ وَتَشْدِيدِ يَاءٍ (بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ) أَيْ: فَيَنْبَغِي لِلْوَلَدِ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِلْوَالِدَيْنِ، وَفِي الزَّوَائِدِ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3661 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ ثَلَاثًا إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ. . . إِلَخْ) ، فِي الزَّوَائِدِ: فِي إِسْنَادِهِ إِسْمَاعِيلُ وَرِوَايَتُهُ عَنِ الْحِجَازِيِّينَ ضَعِيفَةٌ كَمَا هُنَا.
3662 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ «أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا حَقُّ الْوَالِدَيْنِ عَلَى وَلَدِهِمَا قَالَ هُمَا جَنَّتُكَ وَنَارُكَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (هُمَا جَنَّتُكَ) أَيْ: سَبَبٌ لِدُخُولِكَ الْجَنَّةَ إِنْ أَطَعْتَهُمَا فِيمَا يَحِلُّ فِيهِ طَاعَتُهُمَا (وَنَارُكَ) أَيْ: سَبَبٌ لِدُخُولِكَ فِي النَّارِ إِنْ عَصَيْتَهُمَا مِمَّا يَنْبَغِي طَاعَتُهُمَا فِيهِ، وَفِي الزَّوَائِدِ: قَالَ ابْنُ مَعِينٍ عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ هِيَ ضَعِيفَةٌ كُلُّهَا وَقَالَ السَّاجِيُّ اتَّفَقَ أَهْلُ النَّقْلِ عَلَى ضَعْفِ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ.
3663 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ «سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوْ احْفَظْهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (الْوَالِدُ أَوْسَطُ) أَيْ: سَبَبٌ لِدُخُولِ الْوَلَدِ مِنْ أَحْسَنِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَقَالَ السُّيُوطِيُّ: أَوْسَطُ الْأَبْوَابِ، أَيْ: خَيْرُهَا (فَأَضِعْ) مِنَ الْإِضَاعَةِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ التَّخْيِيرَ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ، بَلْ الْمُرَادُ التَّوْبِيخُ عَلَى الْإِضَاعَةِ وَالْحَثُّ عَلَى الْحِفْظِ مِثْلُ {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29] قَالَ السُّيُوطِيُّ: ظَاهِرُهُ أَنَّهُ مِنْ تَتِمَّةِ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ، وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرَانِيِّ أَنَّهُ مُنْدَرِجٌ مِنْ كَلَامِ الرَّاوِيِ.
[باب صِلْ مَنْ كَانَ أَبُوكَ يَصِلُ]
3664 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَسِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدٍ مَوْلَى بَنِي سَاعِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ مَالِكِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ «بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا قَالَ نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِيفَاءٌ بِعُهُودِهِمَا مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا) أَيِ: الدُّعَاءُ لَهُمَا بِالرَّحْمَةِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِلَفْظِ الصَّلَاةِ، لَكِنِ الظَّاهِرُ شُمُولُ مَا كَانَ بِلَفْظِ الصَّلَاةِ أَيْضًا وَيُحْتَمَلُ

الصفحة 389