كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

أَنَّ الْمُرَادَ صَلَاةُ الْجِنَازَةِ قَوْلُهُ: (لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا) أَيْ: بِسَبَبِهِمَا.
[باب بِرِّ الْوَالِدِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الْبَنَاتِ]
3665 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ قَالُوا نَعَمْ فَقَالُوا لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْلِكُ أَنْ كَانَ اللَّهُ قَدْ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ) مِنَ التَّقْبِيلِ (وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ) أَيْ: أَمْلِكُ لَكُمُ الرَّحْمَةَ وَإِيقَاعَهَا فِي قُلُوبِكُمْ إِنْ كَانَ. . . إِلَخْ وَالْمَقْصُودُ بَيَانُ أَنَّ هَذَا سَبَبُهُ قِلَّةُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ مِنَ الرَّحْمَةِ وَكَثْرَةُ الْقَسْوَةِ.
3666 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ عَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ «أَنَّهُ قَالَ جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْعَيَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ وَقَالَ إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَبْخَلَةٌ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ مَعًا وَمِثْلُهُ مَجْبَنَةٌ، أَيْ إِنَّهُ مَظِنَّةُ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ لِأَجْلِهِ يَبْخَلُ الْإِنْسَانُ وَيَجْبُنُ، وَفِي الزَّوَائِدِ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
3667 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ سَمِعْتُ أَبِي يَذْكُرُ عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ ابْنَتُكَ مَرْدُودَةً إِلَيْكَ لَيْسَ لَهَا كَاسِبٌ غَيْرُكَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (ابْنَتُكَ) أَيْ: هِيَ ابْنَتُكَ، أَيِ: الصَّدَقَةُ عَلَيْهَا (مَرْدُودَةً) بِالنَّصْبِ حَالٌ، أَيْ: حَالَ كَوْنِهَا مَرْدُودَةً إِلَيْكَ بِأَنْ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا مَثَلًا، وَفِي الزَّوَائِدِ: رِجَالُ إِسْنَادِهِ ثِقَاتٌ إِلَّا أَنَّ ابْنَ رَبَاحٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سُرَاقَةَ.
3668 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ عَنْ مِسْعَرٍ أَخْبَرَنِي سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ صَعْصَعَةَ عَمِّ الْأَحْنَفِ قَالَ «دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا فَأَعْطَتْهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً ثُمَّ صَدَعَتْ الْبَاقِيَةَ بَيْنَهُمَا قَالَتْ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَتْهُ فَقَالَ مَا عَجَبُكِ لَقَدْ دَخَلَتْ بِهِ الْجَنَّةَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (ثُمَّ صَدَعَتْ) مِنْ صَدَعَهُ كَمَنَعَهُ شَقَّهُ نِصْفَيْنِ، أَوْ مُطْلَقًا، أَيْ: قَسَمَتِ الثَّالِثَةُ بَيْنَهُمَا (مَا عَجَبُكِ) بِالرَّفْعِ، أَيْ: جَزَاءُ هَذَا الْعَمَلِ أَكْبَرُ مِنْ نَفْسِهِ فَلَا تَعَجُّبَ، وَإِنَّمَا لَا تَعَجُّبَ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثْلُ

الصفحة 390