كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

هَذَا الْجَزَاءِ، وَفِي الزَّوَائِدِ: إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهَمَا بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.
3669 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عُشَانَةَ الْمُعَافِرِيَّ قَالَ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مِنْ جِدَتِهِ) بِكَسْرِ الْجِيمِ، أَيْ: غِنَاهُ وَيُقَالُ وَجَدَ يَجِدُ جِدَةً إِذَا اسْتَغْنَى.
3670 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ فِطْرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْ رَجُلٍ تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ فَيُحْسِنُ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ أَوْ صَحِبَهُمَا إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (تُدْرِكُ لَهُ ابْنَتَانِ) مِنْ أَدْرَكَ إِذَا بَلَغَ، وَإِنَّمَا قَيَّدَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ الْبِنْتَ تَغْفُلُ عَنِ الْأَبِ بَعْدَ الْبُلُوغِ فَرُبَّمَا تُؤَدِّي الْكَرَاهَةُ إِلَى سُوءِ الْمُعَامَلَةِ فَبَيَّنَ أَنَّ حُسْنَ الْمُعَامَلَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا، وَفِي الزَّوَائِدِ: فِي إِسْنَادِهِ أَبُو سَعِيدٍ اسْمُهُ شُرَحْبِيلُ وَهُوَ وَإِنْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ فَقَدْ ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ كَانَ مُتَّهَمًا وَرَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
3671 - حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ «عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ) فَإِنَّ إِكْرَامَهُمْ يَزِيدُهُمْ حُبًّا لِلْآبَاءِ، وَأَمَّا لَوِ الْإِكْرَامُ قَدْ يُفْضِي إِلَى سُوءِ الْأَدَبِ أَشَارَ بِقَوْلِهِ وَأَحْسِنُوا أَدَبَهُمْ إِلَى أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْإِكْرَامُ إِلَى هَذَا الْحَدِّ، وَفِي الزَّوَائِدِ: فِي إِسْنَادِهِ الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ وَإِنْ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ فَقَدْ لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[باب حَقِّ الْجِوَارِ]
3672 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعَ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ يُخْبِرُ عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) قِيلَ: أَيْ: إِيمَانًا كَامِلًا، وَالظَّاهِرُ الْإِطْلَاقُ؛ لِأَنَّ الْإِيمَانَ وَغَيْرَهُ مَطْلُوبٌ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ لَا يَخُصُّ طَلَبَهُ مِنْ أَهْلِ الْكَمَالِ، بَلْ كُلُّ أَحَدٍ يُؤْمَرُ لِيَصِلَ ذَلِكَ الْكَمَالَ (فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ) أَيْ: بِمَا أَمْكَنَ وَلْيَتَحَمَّلْ مَا يَصْدُرُ عَنْهُ وَيَكُفَّ الْأَذَى عَنْهُ (فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ) بِمَا يَنْبَغِي الْإِكْرَامُ وَهُوَ مَعْلُومٌ بَيِّنٌ أَنَّ الْإِكْرَامَ خَيْرٌ يَكُونُ فِيهِ فَائِدَةٌ دِينِيَّةٌ، أَوْ دُنْيَوِيَّةٌ مُبَاحَةٌ لَهُ، أَوْ لِغَيْرِهِ.

الصفحة 391