كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

فَيُجْعَلُ لَهُ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ فَلَا فَائِدَةَ فِي إِيقَاعِ نَفْسِهِ فِي التَّعَبِ كَثِيرًا. وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ يُدَلِّسُ، وَرَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ، وَرِوَايَتُهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ بَلَدِهِ ضَعِيفَةٌ.
2143 - حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ بِهْرَامٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ زَوْجُ بِنْتِ الشَّعْبِيِّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمُ النَّاسِ هَمًّا الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَهُمُّ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ» قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَعِيلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (الَّذِي يَهْتَمُّ بِأَمْرِ دُنْيَاهُ وَأَمْرِ آخِرَتِهِ) فَإِنَّ هَمَّ كُلٍّ مِنْهُمَا بِانْفِرَادِهِ كَافٍ، فَكَيْفَ إِذَا اجْتَمَعَ الْهَمَّانِ؟! وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ بَهْرَامٍ.
2144 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَإِنَّ نَفْسًا) مِنْ عُمُومِ النَّكِرَةِ فِي الْإِثْبَاتِ، أَوْ فِي النَّفْيِ بِنَاءً عَلَى اتِّحَادِهِ مَعَ ضَمِيرِ لَنْ تَمُوتَ، وَإِذَا أَبْطَأَ أَيْ: تَأَخَّرَ الرِّزْقُ (خُذُوا مَا حَلَّ. . . إِلَخْ) بَيَانٌ لِلْإِجْمَالِ فِي الطَّلَبِ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ؛ لِأَنَّ فِيهِ الْوَلِيدَ بْنَ مُسْلِمٍ وَابْنَ جُرَيْجٍ وَكُلٌّ مِنْهُمَا كَانَ يُدَلِّسُ، وَكَذَلِكَ أَبُو الزُّبَيْرِ وَقَدْ عَنْعَنُوهُ، لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ الْمُصَنِّفُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ، فَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِإِسْنَادَيْنِ عَنْ جَابِرٍ.
[بَاب التَّوَقِّي فِي التِّجَارَةِ]
2145 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ قَالَ «كُنَّا نُسَمَّى فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّمَاسِرَةَ فَمَرَّ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمَّانَا بِاسْمٍ هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ إِنَّ الْبَيْعَ يَحْضُرُهُ الْحَلِفُ وَاللَّغْوُ فَشُوبُوهُ بِالصَّدَقَةِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (كُنَّا) أَيْ: مَعْشَرَ التُّجَّارِ (نُسَمَّى) بِنَاءِ الْمَفْعُولِ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ بِتَقْدِيرِ نُسَمِّي (السَّمَاسِرَةَ) بِفَتْحِ السِّينِ الْأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ جَمْعُ سِمْسَارٍ بِكَسْرِ السِّينِ، وَهُوَ الْقَيِّمُ بِأَمْرِ الْبَيْعِ وَالْحَافِظُ لَهُ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ، وَكَانَ فِيمَنْ يُعَالِجُ الْبَيْعَ وَالشِّرَاءَ فِيهِمُ الْعَجَمُ فَتَلَقَّوْا هَذَا الِاسْمَ عَنْهُمْ فَغَيَّرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالتُّجَّارِ الَّذِي هُوَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْعَرَبِيَّةِ قَوْلُهُ: (يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ) هُوَ بِضَمٍّ وَتَشْدِيدٍ أَوْ كَسْرٍ وَتَخْفِيفٍ (الْحَلِفُ) بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَكَسْرِ اللَّامِ، وَالْمُرَادُ الْكَاذِبَةُ

الصفحة 4