كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

يَأْتَنِسَ الثَّالِثُ بِالرَّابِعِ، وَأَيْضًا بِوُجُودِ الرَّابِعِ لَا يَخَافُ الثَّالِثُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُمَا الشَّرَّ، وَقَوْلُهُ: (يُحْزِنُهُ) مِنْ أَحْزَنَ، أَوْ حَزِنَ فَإِنَّ الْحُزْنَ لَازِمٌ وَمُتَعَدٍّ وَوَجْهُ الْحُزْنِ هُوَ الْوَحْشَةُ، أَوِ الْحُزْنُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
3776 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ»
[باب مَنْ كَانَ مَعَهُ سِهَامٌ فَلْيَأْخُذْ بِنِصَالِهَا]
3777 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ قُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَسَمِعْتَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ «مَرَّ رَجُلٌ بِسِهَامٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا قَالَ نَعَمْ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا) حَدُّ النَّصْلِ بِالْيَدِ وَالنِّصَالُ وَالنُّصُولُ جَمْعُ نَصْلٍ وَنَصْلُ السَّهْمِ حَدِيدَةٌ كَنَصْلِ السَّيْفِ وَالرُّمْحِ.
3778 - حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى «عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا أَوْ فِي سُوقِنَا وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا بِكَفِّهِ أَنْ تُصِيبَ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ بِشَيْءٍ أَوْ فَلْيَقْبِضْ عَلَى نِصَالِهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَنْ تُصِيبَ أَحَدًا) أَيْ: خَوْفًا مِنْ أَنْ تُصِيبَ، أَوْ كَرَاهَةَ أَنْ تُصِيبَ، وَقِيلَ: بِتَقْدِيرِ لَا، أَيْ: لِئَلَّا تُصِيبَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[باب ثَوَابِ الْقُرْآنِ]
3779 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ) أَيِ: الْحَاذِقُ بِقِرَاءَتِهِ (مَعَ السَّفَرَةِ) هُمُ الْمَلَائِكَةُ جَمْعُ سَافِرٍ وَهُوَ الْكَاتِبُ؛ لِأَنَّهُ يُبَيِّنُ الشَّيْءَ، وَلَعَلَّ الْمُرَادَ بِهِمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ - كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 15 - 16] وَالْمَعِيَّةُ فِي التَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَقِيلَ: يُرِيدُ أَنَّهُ يَكُونُ فِي الْآخِرَةِ رَفِيقًا لَهُمْ فِي مَنَازِلِهِمْ، أَوْ هُوَ عَامِلٌ بِعَمَلِهِمْ (يَتَتَعْتَعُ فِيهِ) أَيْ: يَتَرَدَّدُ فِي قِرَاءَتِهِ (لَهُ أَجْرَانِ) قِيلَ: هُوَ يُضَاعَفُ لَهُ فِي الْأَجْرِ عَلَى الْمَاهِرِ؛ لِأَنَّ الْأَجْرَ بِقَدْرِ التَّعَبِ، وَقِيلَ: بَلِ الْمُضَاعَفَةُ لِلْمَاهِرِ لَا تُحْصَى فَإِنَّ الْحَسَنَةَ قَدْ تُضَاعَفُ إِلَى أَرْبَعِمِائَةٍ.
3780 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَأَنَا شَيْبَانُ عَنْ فِرَاسٍ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ إِذَا دَخَلَ الْجَنَّةَ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فَيَقْرَأُ وَيَصْعَدُ بِكُلِّ آيَةٍ دَرَجَةً حَتَّى يَقْرَأَ آخِرَ شَيْءٍ مَعَهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (اقْرَأْ وَاصْعَدْ) مِنْ صَعِدَ كَسَمِعَ مِنَ الصُّعُودِ، أَيِ: ارْتَفَعَ فِي دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: جَاءَ فِي الْأَثَرِ عَدَدُ آيِ الْقُرْآنِ عَلَى قَدْرِ دَرَجِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لِلْقَارِئِ اقْرَأْ

الصفحة 415