كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

أَوْ مُدْرَجٌ فِي الْخَبَرِ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ؟ فَمَشَى كَثِيرٌ مِنْهُمْ عَلَى الْأَوَّلِ، وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى تَعَيُّنِ أَنَّهُ مُدْرَجٌ لِخُلُوِّ أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ عَنْهُ، وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ: يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ التَّعْيِينُ وَقَعَ عَنْ بَعْضِ رُوَاةِ الطَّرِيقَيْنِ مَعًا وَلِهَذَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ الشَّدِيدُ بَيْنَهُمَا وَلِهَذَا الِاحْتِمَالُ تَرَكَ الشَّيْخَانِ تَخْرِيجَ التَّعْيِينِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَفِي الزَّوَائِدِ لَمْ يُخَرِّجْ أَحَدٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ السِّتَّةِ عَدَدَ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَا مِنْ غَيْرِهِ غَيْرَ أَنَّ ابْنَ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيَّ مَعَ تَقْدِيمٍ وَتَأْخِيرٍ وَطَرِيقُ التِّرْمِذِيِّ أَصَحُّ شَيْءٍ فِي الْبَابِ، وَقَالَ: وَإِسْنَادُ طَرِيقِ ابْنِ مَاجَهْ ضَعِيفٌ لِضَعْفِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
[باب دَعْوَةِ الْوَالِدِ وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ]
3862 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ يُسْتَجَابُ لَهُنَّ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ) أَيْ: فِي حَقِّ الظَّالِمِ، وَأَثَرُ الِاسْتِجَابَةِ قَدْ لَا يَظْهَرُ فِي الْحَالِ لِكَوْنِ الْمُجِيبِ تَعَالَى حَكِيمًا.
3863 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ حَدَّثَتْنَا حُبَابَةُ ابْنَةُ عَجْلَانَ عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَفْصٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ جَرِيرٍ عَنْ أُمِّ حَكِيمٍ بِنْتِ وَدَّاعٍ الْخُزَاعِيَّةِ قَالَتْ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ دُعَاءُ الْوَالِدِ يُفْضِي إِلَى الْحِجَابِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (يُفْضِي) مِنَ الْإِفْضَاءِ، وَالْمُرَادُ بِالْحِجَابِ مَحَلُّ الْإِجَابَةِ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ؛ لِأَنَّ جَمِيعَ مَنْ ذُكِرَ فِي إِسْنَادِهِ مِنَ النِّسَاءِ لَمْ أَرَ مَنْ جَرَّحَهُنَّ وَلَا مَنْ وَثَّقَهُنَّ وَأَبُو سَلَمَةَ هُوَ التَّبُوذِيُّ وَاسْمُهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثِقَةٌ وَكَذَا الرَّاوِي عَنْهُ.

الصفحة 439