كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

لَهُ حَتَّى رَآهَا، وَالْمُرَادُ مِنَ الْأَرْضِ مَا سَيَبْلُغُهَا مُلْكُ الْأُمَّةِ لَا كُلُّهَا يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا بَعْدَهُ (مَشَارِقَهَا) إِلَى الْبِلَادِ الْمُشْرِقَةِ مِنْهَا وَكَذَا مَغَارِبُهَا (وَأُعْطِيتُ) عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ وَقَدْ أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مَفَاتِيحَ الْخَزَائِنِ الْمَفْتُوحَةِ عَلَى الْأُمَّةِ (الْأَصْفَرَ) وَفِي بَعْضِ النَّسْخِ " الْأَحْمَرَ "، وَالْمُرَادُ الذَّهَبُ (وَالْأَبْيَضَ) أَيِ: الْفِضَّةَ (فَيُهْلِكُهُمْ) مِنَ الْإِهْلَاكِ (بِهِ) الْجُوعُ (عَامَّةً) أَيْ: حَالَ كَوْنِ الْجُوعِ سُنَّةً عَامَّةً، أَيْ: شَامِلَةً لِكُلِّ الْأُمَّةِ (وَأَنْ لَا يَلْبِسَهُمْ) وَلَا يَخْلِطَهُمْ (شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) بِالْمُحَارَبَةِ، أَيْ: لَا يَجْمَعُهُمْ مُتَحَارِبِينَ قَوْلُهُ: (مِنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا) أَيْ: أَقْطَارِ الْأَرْضِ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ (وَإِذَا وُضِعَ) هَذَا مِنْ كَلَامِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أَيْ: إِذَا ظَهَرَتِ الْحَرْبُ فِيهِمْ تَبْقَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَدْ وُضِعَ السَّيْفُ بِقَتْلِ عُثْمَانَ فَلَمْ يَزُلْ إِلَى الْآنَ (أَئِمَّةً مُضِلِّينَ) أَيْ دَاعِينَ الْخَلْقَ إِلَى الْبِدَعِ (حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ) أَيِ: الرِّيحُ الَّذِي يُقْبَضُ عِنْدَهُ نَفْسُ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ.
3953 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ حَبِيبَةَ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا قَالَتْ «اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمِهِ وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَعَقَدَ بِيَدَيْهِ عَشَرَةً قَالَتْ زَيْنَبُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ) قِيلَ: أَشَارَ بِهِ إِلَى قَتْلِ عُثْمَانَ وَمَا جَرَى بَعْدَهُ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ (وَعَقَدَ بِيَدِهِ عَشْرَةً) أَيْ: لِيُرِيَهُمْ مِقْدَارَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الْمَفْتُوحِ قَوْلُهُ: (أَنَهْلَكُ) عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ مِنَ الْهَلَاكِ أَوْ

الصفحة 465