كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[باب أَشْرَاطِ السَّاعَةِ]
4040 - حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَجَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ) قِيلَ: بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مَعَهُ، وَقِيلَ: بِالرَّفْعِ عَلَى الْعَطْفِ وَيُشْكَلُ عَلَيْهِ أَنَّ السَّاعَةَ لَا تُوصَفُ بِالْبَعْثِ وَلَوْ سُلِّمَ فَلَا يَصِحُّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ السَّاعَةَ بُعِثَتْ لِعَدَمِ الْمُضِيِّ فَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى الْجَعْلِ وَالتَّقْدِيرُ جُعِلْتُ أَنَا، أَوْ قُدِّرْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ، وَالْمَقْصُودُ بَيَانُ الْقُرْبِ بَيْنَهُمَا؛ لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَاتَمُ النَّبِيِّينَ.
4041 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ «اطَّلَعَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غُرْفَةٍ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ فَقَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ الدَّجَّالُ وَالدُّخَانُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مِنْ غُرْفَةٍ) بِضَمِّ غَيْنٍ مُعْجَمَةٍ الْعَلِيَّةُ وَالْمَذْكُورُ فِي الْحَدِيثِ بَعْضُ الْآيَاتِ.
4042 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ قَالَ «أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي خِبَاءٍ مِنْ أَدَمٍ فَجَلَسْتُ بِفِنَاءِ الْخِبَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْخُلْ يَا عَوْفُ فَقُلْتُ بِكُلِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُلِّكَ ثُمَّ قَالَ يَا عَوْفُ احْفَظْ خِلَالًا سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ إِحْدَاهُنَّ مَوْتِي قَالَ فَوَجَمْتُ عِنْدَهَا وَجْمَةً شَدِيدَةً فَقَالَ قُلْ إِحْدَى ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ دَاءٌ يَظْهَرُ فِيكُمْ يَسْتَشْهِدُ اللَّهُ بِهِ ذَرَارِيَّكُمْ وَأَنْفُسَكُمْ وَيُزَكِّي بِهِ أَعْمَالَكُمْ ثُمَّ تَكُونُ الْأَمْوَالُ فِيكُمْ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلَّ سَاخِطًا وَفِتْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ لَا يَبْقَى بَيْتُ مُسْلِمٍ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ هُدْنَةٌ فَيَغْدِرُونَ بِكُمْ فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةٍ تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فِي خِبَاءٍ) بِكَسْرِ خَاءٍ مُعْجَمَةٍ وَمَدٍّ بَيْتٌ مِنْ جِلْدٍ وَنَحْوِهِ (أَدَمٌ) بِفَتْحَتَيْنِ الْجِلْدُ (فَقُلْتُ بِكُلِّي) يُرِيدُ أَنَّ الْبَيْتَ كَانَ صَغِيرًا بِحَيْثُ كَانَ فِي مَحَلِّ التَّرَدُّدِ أَنَّهُ يَسَعُ جَسَدِي كُلَّهُ أَمْ لَا (فَوَجَمْتُ) الْوَاجِمُ الَّذِي أَسْكَتَهُ الْهَمُّ وَغَلَبَتْهُ الْكَآبَةُ (قُلْ إِحْدَى) أَيْ: قُلْ تَلْكَ الْخَلَّةُ إِحْدَى الْخِلَالِ (ثُمَّ دَاءٌ) أَيِ: الطَّاعُونُ (أَمْوَالُكُمْ) وَكَأَنَّهُ وَقَعَ الْمَوْتُ وَالْآفَاتُ فِي الْأَمْوَالِ أَيْضًا (وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ) هُمُ الرُّومُ سُمُّوا بِذَلِكَ لِصَفَرِ اللَّوْنِ فِي آبَائِهِمْ (هُدْنَةٌ) بِضَمِّ هَاءٍ فَسُكُونِ

الصفحة 496