كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

وَيَجُوزُ سُكُونُ لَامِهِ أَيْضًا (فَشُوبُوهُ) بِضَمِّ الشِّينِ أَمْرٌ مِنَ الشَّوْبِ بِمَعْنَى الْخَلْطِ، أَمَرَهُمْ بِذَلِكَ لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِمَا يَجْرِي بَيْنَهُمْ مِنَ الْكَذِبِ وَغَيْرِهِ، وَالْمُرَادُ بِهَا صَدَقَةٌ غَيْرُ مُعَيَّنَةٍ حَسْبَ تَضَاعِيفِ الْآثَامِ.
2146 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رِفَاعَةَ قَالَ «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ بُكْرَةً فَنَادَاهُمْ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَلَمَّا رَفَعُوا أَبْصَارَهُمْ وَمَدُّوا أَعْنَاقَهُمْ قَالَ إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَبَرَّ وَصَدَقَ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فُجَّارًا) فَإِنَّ مِنْ عَادَتِهِمُ التَّدْلِيسَ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالْأَيْمَانَ الْكَاذِبَةَ وَنَحْوَهَا، وَاسْتَثْنَى مَنِ اتَّقَى الْمَحَارِمَ، وَيُوَفِّي يَمِينَهُ، وَصَدَقَ فِي حَدِيثِهِ.
[بَاب إِذَا قُسِمَ لِلرَّجُلِ رِزْقٌ مِنْ وَجْهٍ فَلْيَلْزَمْهُ]
2147 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا فَرْوَةُ أَبُو يُونُسَ عَنْ هِلَالِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَصَابَ مِنْ شَيْءٍ فَلْيَلْزَمْهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (مَنْ أَصَابَ مَالًا مِنْ شَيْءٍ) أَيْ: مِنْ وَجْهٍ وَسَبَبٍ، أَيْ: إِذَا فُتِحَ عَلَى الْعَبْدِ بَابُ الرِّزْقِ مِنْ سَبَبٍ، فَيَلْزَمُ ذَلِكَ السَّبَبَ وَلَا يَتْرُكُهُ إِلَى غَيْرِهِ؛ إِذْ كُلُّ سَبَبٍ لَا يُوَافِقُ كُلَّ عَبْدٍ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ فَرْوَةُ أَبُو يُونُسَ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، قَالَهُ الذَّهَبِيُّ فِي " الْكَاشِفِ ". وَقَالَ الْأَزْدِيُّ: ضَعِيفٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَهِلَالُ بْنُ جُبَيْرٍ الْبَصْرِيُّ ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَقَالَ: وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ إِنْ كَانَ سَمِعَ مِنْهُ.
2148 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ قَالَ «كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ وَإِلَى مِصْرَ فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْتُ لَهَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ كُنْتُ أُجَهِّزُ إِلَى الشَّامِ فَجَهَّزْتُ إِلَى الْعِرَاقِ فَقَالَتْ لَا تَفْعَلْ مَا لَكَ وَلِمَتْجَرِكَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا سَبَّبَ اللَّهُ لِأَحَدِكُمْ رِزْقًا مِنْ وَجْهٍ فَلَا يَدَعْهُ حَتَّى يَتَغَيَّرَ لَهُ أَوْ يَتَنَكَّرَ لَهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (كُنْتُ أُجَهِّزُ) مِنَ التَّجْهِيزِ أَيْ: أُرْسِلُ (مَالَكَ وَلِمَتْجَرِكَ) أَيُّ شَيْءٍ جَرَى بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَتْجَرِكَ الْقَدِيمِ حَتَّى تَرَكْتَهُ وَأَرْسَلْتَ الْمَالَ إِلَى غَيْرِهِ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ مَقَالٌ؛ لِأَنَّ وَالِدَ أَبِي عَاصِمٍ اسْمُهُ مَخْلَدُ بْنُ الضَّحَّاكِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ، قَالَ الْعُقَيْلِيُّ وَالنَّسَائِيُّ: لَا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ. وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. وَالزُّبَيْرُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: مَجْهُولٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.

الصفحة 5