كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

السُّيُوطِيُّ.
4109 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ «اضْطَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ فِي جِلْدِهِ فَقُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ كُنْتَ آذَنْتَنَا فَفَرَشْنَا لَكَ عَلَيْهِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِنَّمَا أَنَا وَالدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (فَأَثَّرَ) مِنَ التَّأْثِيرِ، أَيِ: الْحَصِيرِ (آذَنْتَنَا) مِنَ الْإِذْنِ بِمَعْنَى الْإِعْلَامِ وَالْإِخْبَارِ (مَا أَنَا وَالدُّنْيَا) أَيْ: مُجْتَمِعَانِ مُفْتَرِقَانِ (اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ) أَيْ: وَمِثْلُهُ لَا يَتَقَيَّدُ بِالْفِرَاشِ لِتِلْكَ السَّاعَةِ فَانْظُرْ قَدْ أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِهِ إِذْ هَذِهِ السُّنَنُ مَخْصُوصَةٌ مِنْ بَيْنِ مَا يَنْبَغِي الِاتِّبَاعُ فِيهِ أَمْ كَيْفَ الْحَالُ.
4110 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ وَمُحَمَّدٌ الصَّبَّاحُ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ مَيِّتَةٍ شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا فَقَالَ أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى صَاحِبِهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى صَاحِبِهَا وَلَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا قَطْرَةً أَبَدًا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (شَائِلَةٍ بِرِجْلِهَا) أَيْ: رَافِعَةٍ رِجْلَهَا مِنَ الِانْتِفَاخِ (هَيِّنَةً) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ مِنَ الْهَوْنِ (لَلدُّنْيَا) بِفَتْحِ اللَّامِ (جَنَاحَ بَعُوضَةٍ) بِفَتْحِ الْجِيمِ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ زَكَرِيَّا بْنُ مَنْظُورٍ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَفِيهِ أَنَّ أَصْلَ الْمَتْنِ صَحِيحٌ.
4111 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا الْمُسْتَوْرِدُ بْنُ شَدَّادٍ قَالَ «إِنِّي لَفِي الرَّكْبِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أَتَى عَلَى سَخْلَةٍ مَنْبُوذَةٍ قَالَ فَقَالَ أَتُرَوْنَ هَذِهِ هَانَتْ عَلَى أَهْلِهَا قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ هَوَانِهَا أَلْقَوْهَا أَوْ كَمَا قَالَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (إِنِّي لَفِي الرَّكْبِ) بِفَتْحٍ فَسُكُونٍ جَمْعُ رَاكِبٍ اسْمُ جَمْعٍ لَهُ (عَلَى سَخْلَةٍ) بِفَتْحِ سِينٍ فَسُكُونٍ مُعْجَمَةٍ وَلَدُ الْمَعْزِ، أَوِ الضَّأْنِ ذَكَرًا، أَوْ أُنْثَى، وَقِيلَ: وَقْتُ وَضْعِهِ (مَنْبُوذَةٌ) أَيْ: مَطْرُوحَةٌ (مِنْ هَوَانِهَا) عَلَيْهِمْ (أَلْقَوْهَا أَوْ كَمَا قَالَ) أَيْ وَقَالُوا أَوْ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ التَّحَرُّزُ عَنِ التَّعْبِيرِ فِي حِكَايَةِ كَلَامِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا فِي حِكَايَةِ كَلَامِهِمْ.
4112 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الرَّقِّيُّ حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ السَّلُولِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ) الْمُرَادُ بِالدُّنْيَا كُلُّ مَا يَشْغَلُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى وَيُبْعِدُ عَنْهُ، وَلَعْنُهُ بُعْدُهُ عَنْ نَظَرِهِ تَعَالَى، وَالْمَقْبُولُ عِنْدَهُ وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي قَوْلِهِ: إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ مُنْقَطِعٌ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرَادَ بِهَا الْعَالَمُ السُّفْلِيُّ كُلُّهُ وَكُلُّ مَا لَهُ نَصِيبٌ

الصفحة 526