كتاب حاشية السندي على سنن ابن ماجه (اسم الجزء: 2)

يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِالنَّصْبِ عَلَى الظَّرْفِ، أَوْ بِالرَّفْعِ عَلَى الْخَبَرِيَّةِ، أَيْ: لَا تَزْدَرُوا مِنَ الِازْدِرَاءِ، أَيْ: لَا تُحَقِّرُوا.
4143 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْأَصَمِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «رَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى أَعْمَالِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (وَلَكِنْ، إِنَّمَا يَنْظُرُ) أَيْ: فَأَصْلِحُوا أَعْمَالَكُمْ وَقُلُوبَكُمْ وَلَا تَجْعَلُوا هِمَّتَكُمْ مُتَعَلِّقَةً بِالْبَدَنِ وَالْمَالِ، وَلَعَلَّ الْمُرَادَ بِالنَّظَرِ وَعَدَمِهِ أَنَّهُ لَا يَقْبَلُ الْمَرْءَ وَلَا يُقَرِّبُهُ بِحُسْنِ الصُّورَةِ وَكَثْرَةِ الْمَالِ وَلَا يَرُدُّهُ بِضِدِّ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يَقْبَلُهُ بِحُسْنِ الْعَمَلِ وَخُلُوصِ الْقَلْبِ وَيَرُدُّهُ بِضِدِّ ذَلِكَ، وَإِلَّا فَمَا شَيْءٌ لَا يَغِيبُ مِنْ نَظَرِهِ تَعَالَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
[باب مَعِيشَةِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]
4144 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «إِنْ كُنَّا آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَمْكُثُ شَهْرًا مَا نُوقِدُ فِيهِ بِنَارٍ مَا هُوَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلَّا أَنَّ ابْنَ نُمَيْرٍ قَالَ نَلْبَثُ شَهْرًا»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (أَنْ كُنَّا) كَلِمَةُ أَنْ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ، أَوْ بِالنَّصْبِ عَلَى الِاخْتِصَاصِ (مَا نُوقِدُ فِيهِ) أَيْ: فِي الْبَيْتِ (مَا هُوَ) أَيِ: الْمُسْتَعْمَلُ فِي الْبَيْتِ أَكْلًا وَشُرْبًا وَمَرْجِعُ الضَّمِيرَيْنِ وَإِنْ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ ذِكْرٌ، لَكِنْ عِلْمُهُ بِالسَّوْقِ يُغْنِي عَنِ الذِّكْرِ.
4145 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ «لَقَدْ كَانَ يَأْتِي عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّهْرُ مَا يُرَى فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِهِ الدُّخَانُ قُلْتُ فَمَا كَانَ طَعَامُهُمْ قَالَتْ الْأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَنَا جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ جِيرَانُ صِدْقٍ وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ فَكَانُوا يَبْعَثُونَ إِلَيْهِ أَلْبَانَهَا» قَالَ مُحَمَّدٌ وَكَانُوا تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (وَكَانَتْ لَهُمْ رَبَائِبُ) بِرَاءٍ مُهْمَلَةٍ مُوَحَّدَةٍ وَآخِرُهُ مُوَحَّدَةٌ وَهُوَ الْغَنَمُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبَيْتِ وَلَيْسَتْ بِسَائِمَةٍ وَاحِدُهَا رَبِيبَةٌ بِمَعْنَى مَرْبُوبَةٍ، وَفِي الزَّوَائِدِ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ بَعْضَهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
4146 - حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْتَوِي فِي الْيَوْمِ مِنْ الْجُوعِ مَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ»
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَوْلُهُ: (يَلْتَوِي) قِيلَ: أَيْ: يَتَقَلَّبُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ وَيَمِينًا وَشِمَالًا، وَقَالَ لَهُ الطِّيبِيُّ الِالْتِوَاءُ وَالتَّلَوِّي الِاضْطِرَابُ عِنْدَ الْجُوعِ وَالضَّرْبِ (مِنَ الدَّقَلِ)

الصفحة 536